جولة الصحافة\العدد الخامس والأربعون - ربيع الأول 1428هـ
واشنطن وطهران تتنازعان المخابرات العراقية !
الثلاثاء 20 مارس 2007
 واشنطن وطهران تتنازعان المخابرات العراقية !
الملف- بغداد 7/3/2007
كشف تقرير أمريكي أن صراعا خفيا يدور للسيطرة على المخابرات العراقية "الذي كما يبدو يشكل رهانا صعبا للإدارة الأمريكية، وبدأ يؤرقها".
وقال التقرير الذي بثته شبكة سي أن أن أن إيران تسعى للسيطرة على وكالة الاستخبارات الوطنية العراقية "المخابرات"، الممولة بالكامل من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA وفق ما أكدته مصادر عسكرية وإستخباراتية، وليست ممولة من قبل الحكومة العراقية.
ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، نشرت الـCIA أكثر من 500 عنصر لها في العراق، وفق ما أكدته مصادر استخباراتية، ما جعل المنطقة الأكبر لعمليات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في العالم، حتى أن هذه العمليات هي أكبر من تلك التي كانت في سايغون إبان حرب فيتنام.
ويكشف التقرير أن الإدارة الأمريكية هي من كان وراء تعيين محمد عبد الله الشهواني مديرا لوكالة الاستخبارات الوطنية العراقية.
غير أن الأحوال تغيرت حاليا، ويبدو أن السيطرة الأمريكية على أجهزة الاستخبارات العراقية أصبحت مهددة.
فقد حددت وثيقة صادرة عن وكالة الاستخبارات الوطنية العراقية برنامج عمل جديد لعالم الاستخبارات العراقي والعاملين فيه.
وبموجب هذه الخطط فإن كل المعلومات الاستخبارية المجمّعة ستخضع لإشراف الحكومة المركزية العراقية الصديقة مع إيران.
إلا أن مسؤولين عراقيين رفيعين يزعمون أن وكالة الاستخبارات الوطنية العراقية بعيدة عن سيطرة ونفوذ رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، كما أن الشهواني هو محور تحقيق من قبل الحكومة العراقية لمزاعم غير محددة تتعلق بالفساد، كما أنه لم يشاهد في الأشهر الثلاثة الأخيرة.
ونقل التقرير عن رئيس القائمة العراقية الوطنية الدكتور أياد علاوي، الذي وصفه بأنه أحد حلفاء واشنطن والذي رأس الحكومة العراقية المؤقتة، قوله "لا أعلم ما إذا كان ذلك هجوما ضد الاستخبارات الأمريكية، لكن لا شك أن ما يحصل هو هجوم سياسي ضد شهواني."
يُذكر أن أحد أنداد الشهواني هو وزير الأمن الوطني العراقي شيران الوائلي، الذي يتفاخر بعلاقاته مع الإيرانيين، فيما ينأى بنفسه عن الأمريكيين.
وكشفت مصادر ذات طبيعة أمنية لـ "الملف نت" قبل شهور أن الائتلاف الحاكم الذي لا ينظر بعين الرضى إلى وجود الشهواني على رأس هذا الجهاز الأمني، يفكر بالإطاحة به.
وتردد أن شخصية سياسية مقربة من الائتلاف يجري تلميعها ، بحيث تكون رأس الحربة لاختراق الدعم الأمريكي للشهواني، وتقديمها كبديل له.
وقد أعدت ملفات فساد ضد الشهواني، من المنتظر تقديمها حال نضوج الظروف.
وسبق أن تمت تصفية العديد من عناصر الجهاز الوطنية.
وتكشف مصادر الملف نت أن طهران تعتبر أن السيطرة على جهاز المخابرات الهدف رقم (1) لها في العراق.
وتسيطر طهران وتتمتع بنفوذ في المليشيات الشيعية الدينية، وتنشر عناصر مخابراتها وأعضاء الحرس الثوري في جنوب العراق.
وفي السنوات الثلاثة الأخيرة، توسعت وزارة الوائلي لتضم ثلاثة آلاف عنصر استخباراتي، كما يتوقع لها أن تتطور أكثر، وفق مصادر استخباراتية أمريكية. ما يعني أن جهاز الوائلي سيكون بديلا للمخابرات.
وكان الوائلي صرح لشبكة CNN أن دور القوات المتعددة الجنسيات في العراق هو دور داعم لمسألة الأمن وأنه لدى وزارته علاقة جيدة معهم، مضيفا "إلا أننا لا نساوم ولا نتخذ طرفا مع أحد.. الأمريكيون يمنحونا دعما معنويا وليس دعما لوجيستيا."
وأكد الوائلي أنه الشخص وراء قيام هذه الوزارة، التي بحسب تقارير أصبحت منظمة استخباراتية لم تكن واشنطن وحلفائها تتحسب لها.
وأوضحت مصادر استخباراتية عراقية، أن الخطة الاستخباراتية الجديدة ستقدم قريبا للجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) ما أن تنال موافقة المالكي.
وكان لافتا الزيارة التي قام بها المالكي قبل أسابيع إلى جهاز المخابرات، ودعوته لضباطه للابتعاد عن الحزبية، قائلا أن من كان ولائه لغير العراق خائن.
غير أن المالكي ومرافقيه المقربين من طهران، منعوا من دخول قسم إيران في جهاز المخابرات.
ويعتقد أن اغلب المعلومات الاستخبارية عن عملاء إيران في العراق التي وصلت القوات الامريكية وصلت عن طريق الجهاز.
وخلص تقرير سي ان ان إلى أن المساعي التي بذلتها الشبكة للوقوف على رأي قيادة الجيش الأمريكي ووكالات الاستخبارات الأمريكية في هذا الشأن قد باءت بالفشل.
 
 
 
 
الاسم:  
عنوان التعليق: 
نص التعليق: 
أدخل الرموز التالية: