طقوس الشيعة
|
|
|
|
صحيفة المدينة السعودية 26/2/2007
تحت الأرض وليس فوقها وداخل الغرف المغلقة للعراقيين وتحديدا الفقراء وهم الأكثر في عمان يدير العراقيون بهدوء بالغ وبدون إثارة أو أضواء (حوزتهم ) الخاصة بعيدا عن الارتياب وعن أعين السلطات، فالعراقيون في الأردن، وتحديدا في الأحياء الشعبية التي احتلوها بالكامل تقريبا مثل حي (المحطة) الشهير يقيمون كامل طقوسهم الشيعية وكما اعتادوا عليها في جنوب العراق.حامد البياتي، شاب عراقي يقول: ما يفعله أي شيعي في العالم علنا وفي الساحات العامة وفي المجالس والحسينيات نفعله هنا في أماكن تجمعنا في عمان، ونفهم أننا لا نستطيع نقل طقوسنا الموسمية للشارع إلا في حالات نادرة ،لكن والحق يقال فإن أحدا لا يتدخل بنا من هذه الناحية.وفي الواقع لا يقتصر الأمر على البيوت فوسط العاصمة الأردنية الآن هناك سلسلة مطاعم شعبية مشهورة تجولت فيها «المدينة» ويتم تصنيفها في القاموس العراقي المسكوت عنه باعتبارها مطاعم عراقية شيعية منها مطعم العزائم ومطعم تنور الحبايب ومطعم الباشا ومطعم يدعي كل يوم ... في هذه المطاعم وفي المناسبات الدينية يتجمع الشيعة فيعقدون حلقات الذكر الخاصة بهم، ويتحلقون حول منشدهم ويستمعون لأشرطة الكاسيت الخاصة بنشيدهم، واحيانا يتم تنظيم حفلات اللطم الشهيرة. ودائما يأتي محسنون عراقيون فيستأجرون المطعم بكامله في المناسبة الدينية، ويأمرون بتوزيع الطعام مجانا حيث يطبخ الطهاة حصريا طبخة الهريسة التي تعتبر الطعام الدائم لأي يوم فيه مناسبة دينية.وخلال العام الماضي فقط بدأ بعض الشيعة العراقيين بالتسرب تدريجيا لإقامة نشاطات دينية في الساحات العامة القريبة من المدرج الروماني والساحة الهاشمية لكن مع حذر شديد، لكن ما يحصل في المراقد المقدسة جنوبي العراق يحصل في الساحة الرئيسية لقرية مؤتة في مدينة الكرك جنوبي الأردن حيث يتجمع آلاف الشيعة العراقيين والإيرانيين لممارسة طقوس عاشوراء وغيرها بالقرب من ضريح الشهيد جعفر الطيار في قرية مؤتة وفي هذه المناسبة العلنية تقوم السلطات الأردنية بحراسة المشهد تحت لافتة السياحة الدينية غير أن أهل المنطقة من سكان جنوب الأردن منعوا بالقوة وصول العراقيين إلى الضريح دون تدخل من السلطات.ويبدو أن مجموعات شيعية تحاول التنشط وتنظيم نفسها تحت عنوان السياحة الدينية المحلية من قبل سلطات عمان، واستنادا إلى معلومات خاصة حصلت عليها «المدينة» فالأردن يشهد تحت الأرض حركة تبشير شيعية تنشر أفكار المذهب الشيعي، وتعيد إنتاج القصص وتخاطب بظروف خاصة، ومع كل مظاهر الحذر، مواطنين أردنيين.والأهم أن أدبيات الشيعة، بدأت تنتشر على نطاق أوسع وسط الأردنيين أنفسهم، وبدون أن تلاحظ السلطات ذلك وهناك معلومات لم يتسنّ التثبت منها تشير إلى أن عددا من الأردنيين تشيعوا فعلا وأعلنوا موالاتهم للمذهب الشيعي وغادروا المساحة السنية الوحيدة المتاحة شرعيا في الأردن.وهنا سألنا مثقفا شيعيا يقيم في عمان عن متطلبات التشيع لأي مواطن أردني فقال مصرا على تجنب ذكر اسمه: المسألة لا تتعدي بكل الأحوال الموافقة على قبول قراءة الأدبيات الشيعية، وإعلان الإيمان ببعض الأفكار المهمة والمركزية، ومشاركة تجمعات الشيعة في عمان بمناسباتهم.
وكان السؤال التالي: هل هناك مجموعات نشطة شيعيا تتحدث للأردنيين؟
فكانت الإجابة : نعم هناك وتعمل بشكل غير علني. هل تعرف شخصيا أردنيين أعلنوا أنهم أصبحوا شيعة؟ وكانت الإجابة : نعم أعرف عدة أشخاص أهمهم اثنان صحافي وشاعر.ووفقا للمثقف العراقي نفسه فإن المد الشيعي قادم لا محالة لدول المنطقة والأردن من بينها والحكومة الأردنية لا تستطيع فعل أي شيء ضد المجتمع العراقي الشيعي في المملكة فلو أبعدتهم أو ضايقتهم لما تحمل الأردن التكلفة ولو سمح لهم بالتوسع لأصبح الوضع أخطر مما يتوقع بالنسبة لدولة سنية ومجتمع سني والحل فقط بما لا تفعله المؤسسات الأردنية مع العراقيين المتواجدين بينها وهو أن تدرسهم فالحكومة الأردنية لم تقم بعد بأي دراسة حول المجتمع العراقي. وتجار وسط البلد أو قاع المدينة في العاصمة عمان يعرفون أن جميع العراقيات اللواتي يعملن في بيع السجائر على أرصفة وفي أسواق عمان شيعيات بكل الأحوال بدليل أنهن وبدون استثناء يرتدين زي المرأة الشيعية والغالبية الساحقة من العراقيين في الأردن الذين يعملون في قطاع العمال المهرة أو الفنيين من الشيعة سواء العاملين في ميكانيك السيارات أو في صناعة الأحذية وصباغة الجلود.
|
|
|
|
|
|
|