جولة الصحافة\العدد الخامس والأربعون - ربيع الأول 1428هـ
الإخوان التيجانيين .. الرهان الجديد في الجزائر
الثلاثاء 20 مارس 2007
الإخوان التيجانيين .. الرهان الجديد في الجزائر
سامية بن معروف - باحثة جزائرية ( باختصار)
موقع مركز دراسات الظاهرة الاسلامية
مقدمـة
احتضنت الجزائر خلال شهر نوفمبر المنصرم من سنة 2006  ملتقى دوليا للإخوان التيجانيين لأول مرة في تاريخ الجزائر وربما في حاضر الدول العربية والإسلامية أسال حبر الكثير من الكتاب والباحثين,  و المعلقين وقد جاء كحتمية لتوجه الدولة الجزائرية نحو دعم نشاط الزوايا والطرق الصوفية بالجزائر إذ بدا هذا التيار واضحا بعد مجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى سدة الحكم كما جاء أيضا بعد مشروع المصالحة الوطنية وما تبعه من ردود أفعال بين مناصرة ورافضة له وكذا المزايدات السياسية عليه .
ويبدو من الوهلة الأولى أنه ليس عيبا أن تولي الدولة و أجهزتها اهتماما و انشغالا بالمؤسسات التقليدية ذات الطابع الديني و الثقافي في المجتمع، و هي مؤسسات ترتبط جذريا بثقافة الشعب و تصوراته للكون و الحياة تعرف في أرجاء المغرب العربي بالزوايا و الكتاتيب. و عادة ما يدرج هذا الاهتمام في سياق تنمية الثقافة المحلية والمحافظة على الهوية والشخصية الوطنية و تحسيس الأجيال بانتمائهم الحضاري و التاريخي، والتواصل المعرفي بين مختلف الأجيال و هو ما تقوم به أي دولة في العالم.
إلى هنا يكون الأمر طبيعيا، غير أن ما يلاحظ في الآونة الأخيرة من عودة مفاجئة لهذا التوجه  و تحت عناية سامية ممثلة في رئيس الجمهورية و بعض الوزارات كالشؤون الدينية من خلال ضخ الأموال ودعم المسؤولين من اكبر مسؤول في الدولة إلى رؤساء بعض الأحزاب..الشئ الذي ، يثير الكثير من الشكوك و يدفع إلى طرح بعض التساؤلات من قبيل: لماذا كل هذا الاهتمام "بالإسلام الشعبي" القائم على الخرافة و الأسطورة ؟ و لماذا اختيار هذه الفترة بالذات ؟ و هل هناك نية حقيقية لتحديث الزوايا و إيقاظها لتؤدي دورها الحضاري في المحافظة على الشخصية الوطنية  أم هو خطة لتحضيرها و إعادة تشكيلها لمواجهة الإسلام السياسي العدو التقليدي لها ؟ ما هي الرسالة التي يراد إيصالها؟.
هل أصبحت التيجانية هي الحصان الذي تركبه السلطات الجزائرية لمحاربة الإرهاب كما جاء في الصحف, هل التيجانية وهي طريقة صوفية هي المخرج للشعب الجزائري من التطرف والإرهاب؟؟؟
ثم سؤال أخر ما موقع الحركات الإسلامية المعروفة في الجزائر وعلى رأسها حركة الإخوان المسلمين وبقايا تلامذة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و تلامذة مالك بن نبي من هذا التوجه؟؟؟
ما هو الغرض من هذه الحملة و هل من أهدافها الخفية تهميش دور الحركات الإسلامية المعتدلة الرئيسية في الجزائر؟؟
أم أن الهدف هو أكبر مما يتصوره الإسلاميون من ضرب لنفوذهم  بل يمتد إلى تقليص الفكر التغريبي والفكر الاستئصالي والنزعة الامازيغية لدى البعض علما وأن بلاد القبائل بها الكثير من الزوايا ورجالاتها يحضون باحترام كبير لدى الأوساط الشعبية وكلمتهم مسموعة ونافذة أكثر من نفوذ السلطة في حد ذاتها .
أم أن القضية أوسع وأشمل من الحدود الجزائرية وتشمل رهانات دولية أخرى تأتي إفريقيا في مقدمتها .
 
الاستعمار الفرنسي والطرقية
كان للاستعمار الفرنسي  بالجزائر دورا كبيرا في إحياء الطرقية وتشجيعها من خلال تشجيع إقامة المراسيم والطقوس العقائدية الخاصة بكل طريقة .
تاريخيا، كانت الاحتفالات تقام في أمكنة و أزمنة اكتسبت مع الوقت قدسية خاصة تصاحبها مجموعة من الشعائر و الطقوس تصل إلى حد الاعتقاد الخاطئ بها. و حسب دراسات اجتماعية فان هذه الاحتفالات و "الوعدات "عرفت تطورا ملحوظا إبان فترة الاستعمار، و هي تقوم أساسا على فكرة التسليم و الخضوع لقوى ميتافيزقية تنسب إليها الخير و الشر. ووفق هذه التصورات تشكلت البنية الذهنية و السلوكية للمريدين و ما يعرفون "بخدام الأضرحة". و تحول الدين الذي يحث أتباعه على الأخذ بالأسباب و التحرك نحو التغيير إلى طقوس تثير حالة من السكون في الإنسان و الانجذاب نحو الطوطم سواء كان إنسانا أو حيوانا أو شيئا، منزوع الإرادة و القدرة و لا خيار أمامه إلا الخضوع و الإذلال لأمر الواقع.
لقد ابتليت الشعوب في العالم الإسلامي ومنها الجزائر في ذلك الوقت  بهذه الظواهر المتخلفة حتى أصبح الاستعمار في نظرهم قضاء و قدرا محتوما. يشير محمد إقبال إلى رسوخ هذا الفكر السلبي البعيد عن صميم العقيدة الإسلامية الصحيحة في ذهن المسلم حتى غدت هذه الأنماط من التفكير عقبة في طريق التحرير و مقاومة الاستعمار، و على هذا الصعيد ناضل إقبال ليثبت و يبرهن أن المؤمن في ذاته هو قضاء الله و قدره المحتوم يقول متمثلا " سألني ربي: هل ناسبك هذا العصر و انسجم مع عقيدتك و رسالتك ؟ قلت: لا يا ربي، قال: فحطمه و لا تبالي". إن القرآن الذي انزل على النبي الكريم ليشق لنا دروب الحياة و يعلمنا كيف نحيا و كيف نختار الحياة التي نريد أضحى عند الطرقيين و ممن ينتسبون زورا و بهتانا إلى التصوف مصدرا للاستسلام و الموت، يقول اقبال" انك ايها المسلم لا تزال اسيرا للمتزعمين للدين،و المحتكرين للعلم، و لا تستمد حياتك من حكمة القرآن رأسا، إن الكتاب الذي هو مصدر حياتك و منبع قوتك، لا اتصال لك به إلا إذا حضرتك الوفاة، فتقرأ عليك سورة "يس" لتموت بسهولة، فواعجبا قد أصبح الكتاب الذي انزل ليمنحك الحياة و القوة يتلى الآن لتموت براحة و سهولة".
تفطن المستعمر الفرنسي  إلى أهمية هذه الأفكار و أدرك ضرورة توظيفها في مشروعه الاستيطاني، حيث استخدمها في التشويش على الثورة  في الجزائر و كسب الوقت و الضغط على رجال الإصلاح كما هو الحال مع أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين حتى أطلقوا عليهم استهجانا "البادسيين" نسبة للشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس الذي كرس كامل جهده وأصحابه معه في محاربة هذا الفكر الراكد. لقد مدت الإدارة الاستعمارية كل العون و التقدير للطرقيين و شدت على أيديهم، فكانت تشاركهم في توفير شروط الأمن و السلامة لزوار و مريدي الأضرحة سنويا و لا يدفع المتنقلون في القطارات إلا نصف التسعيرة و ذكر في هذا الصدد المؤرخ الفرنسي اميل دارمنغهم Emile Dermenghem(1945) أن ضريح الولي سيدي عابد كان يزوره سنويا من 80 إلى 100 ألف زائر من الجزائر العاصمة و وهران و مناطق أخرى و يتم الاحتفال تحت حراسة الدرك و الأمن الفرنسيين المجندين خصيصا لهذه الوعدات ، لا يحتاج الإنسان إلى كثير من الجهد ليكتشف مساحة التقاطع بين السلطة المعنوية/الروحية للطرقيين و بين السلطة السياسية/العسكرية للفرنسيين، الأمر الذي افرز نوعا من التعاون كانت نتيجته محافظة فرنسا على المركز الروحي للأمكنة التي يشرف عليها مشايخ الطرقية و ذللت لهم الصعوبات للتغلغل بين أبناء الشعب الفقراء كما ساهمت في الانتشار المذهل للزوايا.
و التي بلغ عددها حوالي 349 زاوية آنذاك. و من جهة أخرى قامت الإدارة الاستعمارية بغلق مؤسسات و مدارس جمعية العلماء المسلمين و مطاردة علماءها و التضييق عليهم، لتفسح المجال أمام الخط الذي يمثل التدين الشعبي المغشوش ليخدر الشعب و يغذي مخياله الجماعي بالأساطير و الخرافات التي تجعله في النهاية يعيش الأوهام و يطلب المحال و تنزع منه كل أنماط التفكير الناقد و السببي الذي يثير التساؤلات و الشكوك.
من هذا المدخل حاول الاستعمار تقديم التدين الخرافي كبديل عن الإسلام السياسي الثوري، بحكم أن الأول مبني على الحكاية و الأسطورة و تغذية الخرافات و جعل أتباعه عاجزين عن مواجهة الواقع و استيعاب مشكلاته و هو ما يوصل إلى الإذلال و الاستعباد. بينما الثاني فهو قائم على فكرة واعية، ناقدة، ثورية ، المؤمن فيه لا يجاري الأوضاع بل هو مكلف بتغييرها، و هو على جاهزية تامة للتضحية من اجله. لقد اختار الاصلاحيون زمن الاحتلال هذا النهج و سعوا إلى نشره في أرجاء الوطن . فالكتب و الرسائل التي الفوها هي تعبير عن طبيعة الصراع القائم مع الفكر الطرقي آنذاك، و تعتبر كتابات الشيخ عبد الحميد بن باديس مثالا على ذلك حيث تركزت على تصحيح العقيدة و كشف الزيغ و التشويه الذي تنشره الطرق المنحرفة ، إضافة إلى كتابات أخرى للشيخ البشير الإبراهيمي و المبارك الميلي " الشرك و مظاهره" و لعبد الرحمن المجاوي (ت1912)" اللمع في إنكار البدع" و كتاب "آداب الطريق في التصوف" لابن الموهوب(ت 1939)الذي حمل فيه على البدع و الطرقية و لأبو يعلي الزواوي (ت1952) "الإسلام الصحيح".
ويمكن إحصاء الكثير من الكتب والرسائل التي الفت لبيان دعاوي الطرقية وفساد عقيدتها وخطورتها على مستقبل الأمة, وقد تحمل رجال الإصلاح في سبيل ذلك كل الضغوط و الإكراهات حيث وصلت إلى حد الاغتيالات والنفي.
لقد كان الاستعمار يرى في هذا التدين الخرافي سبيلا إلى تحطيم العقيدة الصحيحة وتوجيه الشعب الوجهة التي يريدها بتشجيعه الثقافة السلبية والتصورات الفاسدة التي علقت "بإنسان ما بعد الموحدين"، مستغلا الجهل المطبق وسرعة ارتباط الناس بالأوهام والخرافات. ولم تكن الأمية حصريا على العامة فقط بل حتى شيوخ الطرقية وروادها كانوا يحملون ويبشرون بالقيم الفاسدة والتدين المغشوش فهاهو احمد توفيق المدني يتساءل في مذاكراته عن ابن عليوة(ت1934) المشهور بالعلوي المستغانمي -وهو المعروف بعدائه الصريح للحركة الإصلاحية- بقوله:" لا أزال في حيرة من أمره ولن أزال، كيف يمكن من إنشاء طريقة صوفية وهو شبه أمي؟ وكيف كان له سلطان على الناس وهو لا يكاد يبين ؟ .
لقد تظافرت السلطتان الإستعمارية والروحية من اجل تخدير الشعب وتركه يموج من بحر من الخرافات أساسها تقديس الأشخاص، و سيستمر هذا التقديس إلى مرحلة ما بعد الاستقلال أين نرى استعمال المواطنين لمفردة " سيدي الرايس"  بنفس المضمون الروحي والرنين القدسي المهيب الذي كان يستعمله المواطن البسيط عند لقاء شيخه أو زيارة ضريح ولي فيبدأ طلبه وتضرعه بقوله "سيدي فلان..".
هذا هو واقع الطرقية أبان الاستعمار الفرنسي للجزائر وبعد الاستقلال قام الشعب الجزائري بالنبذ الكلي للطرقية وأهلها إلا من رحم ربك من الكتاتيب والزوايا التي بقيت محافظة على أصالتها ودورها الريادي والحضاري في تلقين علوم الدين وتحفيظ القرآن الكريم والمحافظة على الانتماء الإسلامي للأمة الجزائرية  كالمدارس و الكتاتيب و بعض الزوايا التي أدت دورها في المقاومة و عبر ترسيخ كتاب الله تعالى في صدور أبناء الجزائريين داخل القرى و المداشر.
في الواقع إن الدين الذي يمثل الخلاص للشرائح الاجتماعية الأقل حظوة هو نفسه الدين الذي تلبسه الفئة الحاكمة لإضفاء الشرعية و المحافظة على مركزها الاجتماعي حسب نظرية ماكس فيبر. و بهذا الأسلوب يراد للطقوس و الخرافات في الجزائر أن تتحول من كونها حكايات تروى إلى هوية تشكل الجيل الجديد من الجزائريين.
لكن ماذا عن هوية قائمة على الزيف و الضلال ؟  إن محاولة بعث الخرافات و الطرقية من جديد إنما هو علامة على التقهقر و عودة إلى ما قبل 1930 سنة تأسيس الحركة الإصلاحية. وأن الاستقلال الحقيقي ليس هو التحرر من الاستعمار فحسب، بل يمتد إلى التحرر من كل أعراض الظاهرة الاستعمارية.
والسؤال الجوهري الذي نصل إليه الآن هو من يمثل حقيقة هذا التوجه في الجزائر , السلطة أم أن هناك قوى أخرى وإذا كانت السلطة في الجزائر تدعو إلى الوسطية والاعتدال لماذا تقف في وجهة حركة الإخوان المسلمين الذين تمثلهم حركة مجتمع السلم وهل معنى مشاركة حركة مجتمع السلم في السلطة هو عبارة عن محاولة أخرى لتهجين التيار الاخواني مثلما تم تهجين كل من حركة الإصلاح الوطني وحركة النهضة اللتان غرقتا في صراعاتهما الداخلية وحمى الانشقاق وتمرد المناضلين فلم يعد لهما صوت يسمع ولا رأي يؤخذ به
وإذا كانت  فعلا السلطة تتبنى الاعتدال وتتبنى المشروع الإسلامي فلماذا إذن التوجه نحو الطرقية وتشجيعها وتزويدها بالأموال أليس هذا مسعى لإيجاد بديل آخر أليس هذا هو نفس الهدف عندما أوعزت السلطة لإيجاد بديل لجبهة التحرير الوطني بتكوين حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي أمتص الكثير من كوادر جبهة التحرير حيث كان مدة من الزمن في دواليب الحكم استعملته السلطة لإسكات بعض الأصوات هنا وهناك المطالبة برحيل الحزب العتيد لكن ما هو ملاحظ أن هذه البدائل تكون دائما إلى جانب السلطة أي أن هذه البدائل تدور دائما في فلك السلطة تلجأ إليها في كل مرة تكون فيها تحت الضغط وذلك بإعادة تكييف نفسها تحت تسميات مختلفة .
إن الضغط الذي تواجهه الآن السلطة في الجزائر يتمثل في ثلاثة محاور
الأول : التيار الإسلامي المعتدل الذي بدأ يأخذ مكانه في المجتمع الجزائري ويطالب بالمزيد من المشاركة في الحكم .
الثاني : التيار الديمقراطي الذي يحاول أن يعيد هيكلة نفسه وتحصينها بفضل اختراقه للمنظومة الاجتماعية والثقافية والتعليمية والعزف على وتر البعد الامازيغي للجزائر.
الثالث : وهو تيار مافيا المال والأعمال والذي كشفت محاكمة الخليفة التي تجري وقائعها بولاية البليدة عن الكثير من خباياه وتورط الكثير من الساسة والمسؤولين السامين في الدولة والذي يهمهم الآن بقاء السلطة على شكلها الأول لتوفير الغطاء والحماية لهم وعدم انكشاف أمرهم .
إذن ومن خلال ما تقدم فان تشجيع السلطة للزوايا يرمي بالدرجة الأولى إلى إيجاد حماية كافية لها أو ربما إيجاد نوعية جديدة من الشرعية  لبقائها في سدة الحكم وهي في نفس الوقت تضرب أعداءها من الإسلاميين والمتطرفين الامازيغ باللعب في عقر دارهم وباستعمال نفس الوسائل ونفس التسميات ويبدو أن الخاسر الكبير هم أصحاب الاتجاه الديمقراطي اللائكي – العلماني - الذين لن يبقى لهم الشيء الكثير  للمراهنة عليه أما أصحاب المال والنفوذ فهم حتما ينتظرون ما ستؤول إليه مجريات محاكمة القرن للتموقع من جديد غير أن المثير حقا في هذه الموضوع هو الخلاف الذي ظهر فجأة بين الجزائر والمغرب حول أحقية تواجد مقر الخلافة التيجانية على أرض كل واحدة منها لتتوجه الأنظار إلى معطيات أخرى مغايرة تماما تأخذ البعد الإفريقي بعين الاعتبار. 
الخلاف حول المقر العام للخلافة التيجانية
مكمن الخلاف بين الجزائر والمغرب حول هذه النقطة هو على خلفية الصراع بين المغرب وجبهة البوليزاريو وموقف الجزائر الداعم للقضية الصحراوية حيث أن المغرب ترى في لم الجزائر لشمل الأفارقة مدخلا آخر لحشد الأصوات والدول ضدها في قضية الصحراء الغربية كما يرى المغرب أن هذه النقطة هي ورقة ضغط أخرى تمارسها الجزائر ضدها لكسب الأفارقة إلى جانب الصحراء الغربية بالنظر إلى الحجم الكبير الذي تحظى بها الطريقة التيجانية لدى الأفارقة خاصة في السنغال والسودان
كان غياب  الوفد المغربي الذي تلقى دعوة رسمية لحضور الملتقى قد أثار إستفهامات عديدة لدى الحاضرين عن خلفية هذا الموقف وقد كان مسؤولا بلجنة التنظيم رفض الإفصاح عن هويته قد أعلن لموقع العربية. نت أن الجزائر وبغرض ضمان مشاركة الوفد المغربي أسقط حضور الوفد الصحراوي من قائمة المدعوين لكن ذلك لم يشفع لها في كسب رضي القصر الملكي في الرباط .
والشئ الذي كان لافتا للانتباه أيضا في الملتقى هو المشاركة القوية للوفد السينيغالي الذي شارك ب31 شخصية ومعروف أن السينيغال لديها كلمة مسموعة ونافذة لدى التيجانيين في كل أنحاء العالم وليس في إفريقيا فقط إلى جانب الوفد السوداني
ظاهر الصراع بين الجزائر والمغرب هو مكان تواجد الخلافة فالجزائر ترى أن سيدي أحمد التيجاني مولود في عين ماضي بالجزائر فهي بالتالي الأحق في احتضان مقر الخلافة في حين أن المغرب ترى أن سيدي أحمد التيجاني مدفون بأراضيها  فهي الأحق بأن تكون مقر الخلافة  لديها لكن الحقيقة هي أن الذي يسطر على الطريقة التيجانية يكون قد سيطر على أفريقيا كلها ويبدو أن الجزائر هي السباقة لهذا  الاكتشاف حيث أن المغرب كانت استفاقته متأخرة نوعا ما فالطريقة التيجانية هي بوابة إفريقيا الجديدة وهي الورقة الرابحة في العلاقات الإفريقية إذ تعطي لصاحبها حق الامتياز في كثير من الأمور وحق الحل والربط في الشؤون الإفريقية .
إذن فورقة الطرقية هي أكبر بكثير مما يتصوره البعض وهو استعمال مقنع للدين من أجل البقاء في الحكم ومن أجل ربح بعض الأدوار السياسية على الساحة الداخلية والإقليمية وهو مجرد توزيع جديد للأدوار وموازين القوى ولعل الأمور لا تزال في بدايتها وسوف تكشف لنا الأيام القادمة عن أي منحى ستنحوه هذه القضية الجديدة وهي تموقع الإخوان التيجانيين على الخريطة السياسية الجزائرية والإفريقية .
 
 
 
 
 
الاسم:  
عنوان التعليق: 
نص التعليق: 
أدخل الرموز التالية: