جولة الصحافة\العدد الخامس والأربعون - ربيع الأول 1428هـ
الصابئة المندائيون يجدون في كردستان العراق ملاذا آمنا
الثلاثاء 20 مارس 2007
الصابئة المندائيون يجدون في كردستان العراق ملاذا آمنا
الغد 12/3/2007
اربيـل- دفعت الأوضاع الأمنية الصعبة في بغداد وخصوصا عمليات القتل والخطف والسرقة بعديد من أبناء طائفة الصابئة المندائيين الذين يمتهنون الصياغة إلى المغادرة باتجاه كردستان العراق باعتباره ملاذا آمنا.
وتعرض الصابئة، وهم من أقدم طوائف العراق، إلى تهديدات وأعمال ابتزاز ففضل عدد من أفرادهم التخلي عن مصالحهم في بغداد بحثا عن مكان آخر لممارسة مهنتهم والحفاظ على وجودهم.
وقد استقرت 44 عائلة في "عاصمة" الإقليم أربيل و12 أخرى في السليمانية.
ووصل الرئيس السابق لمجلس شؤون الطائفة سعدي ثجيل برفقة عائلته ومجموعة من الشبان العاملين معه إلى أربيل، حيث فتح مشغلا لصياغة الذهب بغية استمرار مهنته التي ورثها من أبائه وأجداده.
ويقول ثجيل "لم نتعرض لتهديدات مباشرة من احد لأننا طائفة مسالمة لكن شظايا الإرهاب استهدفتنا وكذلك العصابات كوننا طائفة مسالمة وصغيرة وليس هناك من يساندنا" مضيفاً "أن
غالبية أبناء الطائفة هاجروا إلى أوروبا أو سورية أو الأردن".
ويتابع هناك "علاقات تاريخية بين الصابئة والأكراد وكنا دائما نؤيد حقهم في إقامة حكم ذاتي إو الاستقلال للعيش بسلام".
ويشير ثجيل إلى "لقاءات" بين رئيس طائفتهم عبد الستار حلو ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في بغداد مؤخرا مهدت لانتقال هذه العائلات إلى أربيل والسليمانية بحيث "وعدتنا حكومة الإقليم بتقديم التسهيلات".
ويرى أن الصابئي، ويطلق عليه في العراق "الصبي" بضم الصاد وتشديد الباء، لا يستطيع ترك مهنته معربا عن اعتقاده أن كردستان هي "المكان الأنسب لممارستها مع أبناء طائفته".
ويقول إن "كردستان تستهلك وتستورد الذهب فلو شجعت الحكومة الصاغة الصابئيين الذين لديهم تاريخ في هذا المجال فنستطيع أن نجلب الورشات والمعامل المتطورة من اجل زيادة الإنتاج وجعل المنطقة مصنعة للذهب وليس مستهلكة".
ويضيف ثجيل، الذي يحتفظ بنسخة من كتابهم المقدس "كنزا ربا" أو "الكنز الكبير" مدون باللغة العربية، بأنهم يريدون "الحفاظ على طقوسهم الدينية" وينتظرون وصول رجل دين لممارستها "كما نتوقع أن تخصص لنا حكومة الإقليم قطعة ارض نتخذها مقبرة".
ويؤكد "نقيم طقوسنا داخل منازلنا حاليا بانتظار رجل الدين".
ويشير ثجيل إلى العلاقة الحميمة بين الطائفة والماء "وكما يقولون فان الضرورات تبيح المحظورات فأربيل بعيدة عن الأنهر والمياه الجارية فأين وجد الماء وجد الصابئة لكن الوضع الجديد يتضمن اجتهادات ولا يشترط أن نكون قرب المياه الجارية".
ويضيف "نعتقد أن منطقتي اسكي كلك (شرق أربيل على نهر الزاب الكبير) والتون كوبري (جنوب اربيل على نهر الزاب الصغير) أفضل الأماكن لممارسة طقوسنا الدينية".
وديانة الصابئة مزيج من المعتقدات البابلية والمسيحية والفارسية وإحدى الفترات الأكثر قداسة في جدولها الزمني "الأيام الخمسة البيضاء".
ويكن الصابئة احتراما كبيرا للنبي يوحنا المعمدان الذي عمد السيد المسيح في مياه نهر الأردن وقد غادروا القدس في القرن الثاني ميلادي باتجاه بلاد ما بين النهرين هربا من اضطهاد اليهود المتشددين لهم.
يشار إلى أن عدد أتباع الطائفة في العراق بلغ أكثر من 65 ألفا إبان السبعينات والثمانينات غالبيتهم في منطقة الأهوار في الجنوب وبغداد، لكنه تراجع بسبب أعمال العنف والخطف ولم يتبق منهم سوى 22 ألفا حسب تقديرات منظمات غير حكومية.
 
 
 
 
 
الاسم:  
عنوان التعليق: 
نص التعليق: 
أدخل الرموز التالية: