جولة الصحافة\العدد الخامس والأربعون - ربيع الأول 1428هـ
مقابلة مع الدكتور رمضان شلح الأمين العام للجهاد الإسلامي
الثلاثاء 20 مارس 2007
مقابلة مع الدكتور رمضان شلح الأمين العام للجهاد الإسلامي
أجرت المقابلة وكالة قدسنا الإيرانية ونشرها موقع حركة الجهاد الإسلامي
نداء القدس 12/2/2007
 
حول تقييمه لنتائج زيارته لجمهورية  إيران الإسلامية قال الأمين العام للجهاد الإسلامي الفلسطيني : الزيارة كانت ايجابية وتحدثنا مع القيادة الإسلامية في  إيران حول أوضاع المنطقة وأخر التطورات والمستجدات الإقليمية لاسيما أن هناك محاولات أمريكية محمومة لطرح إستراتيجية جديدة في المنطقة وهذه الإستيراتيجة للأسف عنوانها اليوم هو مزيد من الحصار و الملاحقة لقوى المقاومة والممانعة في الأمة وأيضاً حاولت إشعال نار الفتنة بين كافة أبناء الأمة وتحدثنا عن مخاطر هذه السياسة وكيف يمكن لجماهير الأمة ولقوى المقاومة والممانعة أن تتصدى لهذه الفتنة وان تعصم الأمة من الانزلاق إلى هذا المستنقع الخبيث وهو المستنقع المراد به أن يسلبنا قيمة الانتصار الذي حققته قوى المقاومة سواء في لبنان حيث الهزيمة النكراء التي حلت بالكيان الصهيوني على يد حزب الله و حيث الصمود والمقاومة التي أبدتها انتفاضة الشعب الفلسطيني الباسلة و حيث صمود الشعب العراقي ومقاومته الرشيدة التي تستهدف قوات الاحتلال وشكلت مأزقاً كبيراً للسياسات الأمريكية في المنطقة . و وجدنا استجابة كبيرة لدى قيادة الجمهورية الإسلامية بأهمية وضرورة الحفاظ على وحدة الأمة بكل قواها وفي كل بلدانها وكل شعوبها و وجدنا تأكيد على ضرورة وحدة الشعب الفلسطيني بكل فصائله و الاصطفاف في خندق واحد لتفويت الفرصة على الأعداء سواء في فلسطين أو المنطقة بكل المقاييس استطيع أن أقول أن الزيارة والحمد لله كانت ناجحة جداً وحققت أهدافها .
ورداً على سؤال لوكالة قدسنا بشأن تقييمه لمقابلاته ومحادثته مع قائد الثورة الإيرانية سماحة آية الله الخامنئي وباقي المسئولين الإيرانيين وكذلك مواقف قائد الثورة بشأن القضية الفلسطينية خاصة والمنطقة بصورة عامة
 قال الدكتور رمضان عبد الله : سماحة القائد له مكانة خاصة لدى مجاهدي شعبنا الفلسطيني ولدى كل المجاهدين والشرفاء في هذه المنطقة . أولاً بالنسبة لنظرتنا له " حفظه الله " نحن نعتبره نموذج للقيادة الإسلامية التي غابت منذ قرون عندما ضربت العلمانية عالمنا الإسلامي وأصبح بما سمي بالفصل بين السياسة و الدين ، والدين والدنيا كما يسميها البعض ، غابت القيادة الإسلامية التي تتولى الحفاظ على الدين بما فيه العقيدة من فقه وشريعة وقيم ثم تسيس أمور الدنيا للناس . سيدي القائد الخامنئي " حفظه الله " المرشد الأعلى في الجمهورية الإسلامية كنموذج لهذه القيادة الإسلامية التي يمكنها أن تواجه الفصل بين الدين والسياسة بصورة تبرز بوضوح القيادة السياسية والدينية جنباً إلى جنب في العالم الإسلامي تأخذ الإسلام بشموليته كما جاءنا من عند الله سبحانه وتعالى ولا تفصل بين السياسة وبين الحياة وبين الدين و في موقفه السياسية نحن نرى حرصاً كبيراً من جانبه على الأمة كلها ونرى تفاعل متميز مع القضايا المصيرية للأمة وعلى رأسها قضية فلسطين ، نرى استعداد التضحية التي قد تبدو في بعض الأحيان من وجهة النظر هي التضحية بمصالح  إيران كدولة يعني المصالح القومية والوطنية وبمعنى أن قضايا الأمة لها أولوية في عقل وفكر مرشد الجمهورية الإسلامية . هذا كله يعزز على أن  إيران من وجهة نظرنا تتعاطى مع قضايا الأمة الإسلامية انطلاقاً من الإسلام ، الإسلام الواحد الذي جاء به نبينا محمد " ص " بعيداً عن التقسيمات الدينية و الطائفية و التي يحاول الأعداء أن يثيروها تنطلق من وحدة الأمة الإسلامية ومن الحفاظ على مصالحها وتنطلق كذلك من ضرورة مد يد العون والإسناد لتحقيق مبدأ الأخوة الإسلامية ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، هذا حديث وهو قاعدة . نحن لن نرى أية غضاضة في سياسة الجمهورية الإسلامية بالذات في التعاطي مع القضية الفلسطينية . إن مواقف وتصريحات سماحة القائد تثبت انه يتخذ مواقفه مع الأخذ بمعين الاعتبار كافة أحداث العالم الإسلامي في حين أن أعداء الإسلام يحاولون بث الفرقة نرى أن القائد يؤكد على وحدة الكلمة بين المسلمين .
وحول تأثير شخصية الإمام الخميني "رض " على الثورة الفلسطينية و يقظة الشعب الفلسطيني والانتفاضة الفلسطينية
 قال الدكتور رمضان عبد الله في حديثه مع وكالة قدسنا : بالنسبة للثورة الإسلامية ككل بقيادة الإمام الخميني " رحمه لله " كانت حدثاً فريداً ليس في تاريخ الإسلام والمنطقة بل والعالم كله . إسلامياً مثلت الثورة الإسلامية نقطة فاصلة في تاريخ النهوض الإسلامي . البعض كان يعتقد أن الإسلام في العصر الحديث لا يمكن أن يعود له أي دور في قيادة الحياة وكأن الإسلام شئ يتعلق بالماضي . الإمام الخميني " رحمه الله " بالثورة جاء ليدك حصون هذا العالم وينقذ النائمين ويقول لهم أن الإسلام عاد من جديد لقيادة الحياة . هذا الحدث على هذا المستوى كان له دور كبير في إيقاظ ضمائر ومشاعر وعقول الفلسطينيين ليبحثوا من جديد عن موقعية الإسلام في حياتهم وعن قربهم وبعدهم من هذا الإسلام . الأمر الثاني هو أن الإمام الخميني " رحمه الله " والثورة الإسلامية ابرزا قدرة الشعوب على التغيير . إذا عم الفساد والظلم والطغيان لا يمكن أن ننتظر أن يأتي الله سبحانه وتعالى بمعجزات وان نكون مع القاعدين منتظرين أن تهبط علينا منح من السماء لتغير أحوالنا ، كلا . " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " . الإمام الخميني " رحمه الله " اخذ زمام المبادرة ولكن لم يؤخذ زمام المبادرة بانقلاب عسكري ولم يأتي إلى الحكم أو إلى الجمهورية الإسلامية على دبابات عسكرية كما كان يفعل البعض ، ولم يعمل القتل والسيف في رقاب شعبه كما حدث في ثورات كثيرة في العالم . إن الثورة الإسلامية تعتبر استثناء يعني يمكننا أن نسميها " الثورة البيضاء " . نحن كشباب قبل ربع قرن فتحنا عيوننا على الثورة الإسلامية وكنا نرى الشعب الإيراني بتوجيهات من الإمام الخميني " رحمه الله " يلقي بالورود و الأزهار على الجيش لا بالحجارة ولا بالرصاص . ثورة تنتصر بالورد وبالزهور لا يمكن أن تأتي لشعبها بغير الورود والزهور . هكذا يجب أن تكون الحياة في ظل مشروع الثورة الإسلامية وهذا الكلام ليس بالشعر أو الأدب بل إن هذا ما حدث بالفعل والثورة بعد ذلك رغم كل ما فعله أعدائها والغرب وقوى الاستكبار من مؤامرات ومن حصار وحروب ، ومن دماء ، اثبت الشعب الإيراني انه أهل المسئولية وقيادته أثبتت أنها قادرة على قيادة اعقد مشروع للإسلام في هذا العصر وفي هذا العالم المعقد وحققت انجازات وصمدت و اليوم  إيران ببركة الإسلام وببركة قيادتها وبركة تضحيات شعبها وصموده وصبره وقدرته على التحمل واستجابته الإنسانية لقيادته ، استطاعت أن تتحول إلى قوة إقليمية في هذه المنطقة واخطر ما أنجزته هي انه يمكن للمسلمين أن يحققوا النمو وان يصنعوا حضارة تلعب دوراً من جديد على طريق الحضارة على قاعدة لا شرقية ولا غربية .
وأضاف الأمين العام للجهاد الإسلامي الفلسطيني في مقابلته مع وكالة قدسنا :
 في السابق كانوا يقولون لنا لا تستطيع أن تنشأ أي تنمية وأي تقدم أو أي انجاز حضاري إلا أن تكون تبعاً للشرق أو الغرب أما اليوم  إيران بلد قاعدتها الاقتصادية والعلمية والتقنية و الاجتماعية وفي كل المستويات على قاعدة الاستقلال الحضاري الذي ينظر من هوية الأمة التي تنبع من دين وعقيدة هذه الأمة .
وسألت وكالة قدسنا الدكتور رمضان عبد الله أين كان عندما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران و كيف واجهها
 فقال : لما حدثت الثورة أنا كنت في مصر وكنت طالباً ادرس الاقتصاد في جامعة الزقازيق و كغيري من أبناء جيلي من المسلمين في كل مكان من العالم ، كنت مشدوداً إلى هذه الثورة و شعرنا بأننا كمسلمين وكعرب وكفلسطينيين يعني أولاً كمسلمين شعرنا وكأننا نولد من جديد وان هناك طريق العزة والكرامة يفتح بهذا الحدث الذي شكل زلزالاً في العالم . وثانياً كفلسطينيين شعرنا أننا الآن أمام حليف جديد يعني أنا مازلت اذكر ماذا يعني بالنسبة لي كشاب فلسطيني آنذاك أن تغلق سفارة إسرائيل في طهران وتتحول إلى سفارة فلسطين . ومازلت اذكر عندما كنت أتابع أحداث الثورة من خلال مجلة الحوادث اللبنانية وما كان يكتبه فيها سليم اللوزي وعندما ذهب ياسر عرفات بعد ذلك للتهنئة بالثورة والتقى بالإمام الخميني " رحمه الله " ذلك التعليق الذي كتبت مجله الحوادث بأن الطيران الإيراني وكان تسليحه من قبل أمريكياً حيث جعل الشاه في عهد ظلمه  إيران قاعدة أمريكية وحليف استراتيجي لإسرائيل فكتبت الحوادث : لأول مرة ياسر عرفات يرى طائرات فانتوم صديقه تخرج لاستقباله ذلك لأننا كفلسطينيين تعودنا على الفانتوم الأمريكي الذي يقوده الطيار الإسرائيلي ويقتل الشعب الفلسطيني ولكن الطيران الإيراني بفانتومه خرج لتحية ياسر عرفات و اذكر يومها كانت صورة عرفات على غلاف مجلة الحوادث و هو جالس إلى جوار الإمام الخميني رحمه الله و كتب سليم اللوزي تحت الصورة : " آية الله عرفات وأبو مصطفى الخميني " . وفي نفس المجلة كتب الكاتب المصري الأستاذ محمد جلال الكشك الذي عاد مع الإمام الخميني " رحمه الله " من نوفل لوشاتو على الطائرة إلى طهران وكتب : شعرت أن الإمام في الطائرة يقرأ بعض الأدعية ويرددها فسألت احد مرافقين الإمام : ماذا يقرأ الإمام ، فقال لي : يقرأ القرآن فسألته أي سورة يقرأ ؟ فقال : الإمام يقرأ سورة الأنفال . ويضيف الكشك هنا : أدركت عندها أن الإمام ذاهب إلى القتال يعني انه لن يتراجع وسورة الأنفال هي سورة "بدر " و الذي يذهب إلى طهران وهو يقرأ سورة الأنفال يعني انه ذاهب إلى " بدر " وفعلاً كانت بدر وكان عشرة الفجر هي الانتصار الذي انزل الله سبحانه وتعالى السكينة على الإمام الخميني " رحمه الله " وعلى الشعب الإيراني الذي حقق هذا الانتصار الكبير .
وفي ختام اللقاء قدم وفد وكالة قدسنا الإيرانية للأنباء درعاً تذكارياً من قبل الوكالة للامين العام للجهاد الإسلامي الفلسطيني الدكتور رمضان عبد الله .
 
 
 
 
 
 
الاسم:  
عنوان التعليق: 
نص التعليق: 
أدخل الرموز التالية: