أحمد الحسني - موقع الرابطة العراقية 4/4/2010
لقد قررنا سابقا وفي أكثر من موضع، وأثبتنا بالأدلة والبراهين، أن تفجيرات متزامنة على هذا النحو وبهذا الحجم والتوقيت لا يقدر عليه سوى دولة اخترقت عناصرها الأمنية الأجهزة الحكومية العراقية طولا وعرضا، وبمقدورها نقل أطنان المتفجرات عبر مفارز التفتيش التي أحالت حياة العراقيين الى جحيم لطول انتظار سيارات المواطنين التي لاتحمل خطرا أو تهديدا، بينما تمر عبرها شاحنات محملة بأطنان المتفجرات.. وهل هناك دولة بالمواصفات أعلاه غير إيران الفرس ؟؟
ولكن ما هي الحكمة من التوقيت ونوعية الأهداف؟ ولماذا السفارتين المصرية والألمانية؟
ولماذا الآن؟
1- قبل يومين فقط أبدت ألمانيا وللمرة الأولى منذ فترة طويلة تعاونا جادا مع الولايات المتحدة وبريطانيا بشأن مشروع فرض عقوبات صارمة على ايران لتحجيم خطر مشروعها النووي.. بل والتقت رئيسة وزراء ألمانيا (ميركل) مع القيادات الصينية قبل ايام لاقناعها بدعم مشروع قرار أممي بفرض عقوبات جديدة على إيران.. اذا يأتي الانتقام الايراني بشكل رسالة عاجلة الى الحكومة الألمانية أن الذراع الايراني قادر على ضرب المصالح الألمانية في الشرق الأوسط على الأقل بدءا من العراق..
2- منذ ثلاثة أيام أعلنت الحكومة المصرية وبصوت عال أنها لن تسمح لايران باختراق مصر من خلال نشر مبادءها الهدامة تحت عباءة التشيع الفارسي الذي يقوم على معاداة العرب وتأجيج الخلاف بين ابناء المجتمع الواحد، وأن مصر لن تنخدع بالدعوات الايرانية الكاذبة والمنافقة لما يسمى بـ(التقريب بين المذاهب) وسوف تحارب بشدة أي مظهر من مظاهر نشر عقائد الولاء الايراني داخل مصر.
3- كذلك فإن تفجيرات الأحد الدامي هي رسالة واضحة الى الادارة الأمريكية أن مفتاح أمن العراق واستقراره هو بيد الحكومة الايرانية فقط، وأنها قادرة على عرقلة جهود الادارة الأمريكية للانسحاب (المشرف) من العراق في موعده المحدد، وأن ثمن أمن العراق واستقراره هو أن يرضخ الجميع للقرار الايراني في تشكيلة الحكومة العراقية المقبلة..
4- وبإلصاق التهمة بالقاعدة (السنة) والبعثيين (علاوي) سوف تتحقق أهداف أخرى في نشر مزيد من التخوف الطائفي وسط شرائح في الشارع العراقي، وكذلك تأهيل وإعداد الأجواء الملائمة لمطحنة طائفية أخرى لا سامح الله في حال فشلت إيران في فرض حكومة موالية لها في العراق، أو لاشغال أمريكا في الشأن العراقي أكبر قدر ممكن بعيدا عن المشروع النووي الايراني إذا أصبحت العقوبات الدولية أمرا حقيقيا، أو لتحقيق الهدفين معا.
أما المفخخة التي وضعت قريبا من السفارة الايرانية والتي لم يدفع ثمنها سوى حراس عراقيون وموظفوا المصرف العقاري المجاور فهي لم تكن سوى ذرا للرماد في العيون لتكتمل اللعبة وتنطلي الخدعة ويتوهم الواهمون أنهم ضحايا مسلسل التفجير أيضا، وأن التفجيرات وكما يقول كذاب بغداد قاسم عطا المكصوصي (تحمل بصمات القاعدة)... ويبدو أن هذا الغبي لم يعرف بعد أن الشعب العراقي أصبح يدرك أكثر من اي وقت مضى أن القاعدة ما هي إلا ذراع إيراني لتنفيذ مخططاتها الشريرة.. ثم ما هي مصلحة أي جهة غير إيران في استهداف سفارتي ألمانيا ومصر على وجه التحديد، وفي هذا الوقت بالذات..؟؟
وأخيرا يأتي الخبر الذي نشره موقع الرابطة العراقية حول تحليق طائرات هليكوبتر عراقية فوق المنصور قبل دقائق من وقوع التفجير تأكيدا على ضلوع أجهزة أمنية عراقية مرتبطة بجارة الشر في تنفيذ هذه الجرائم..! وحري بالمواطن أن لايصدق على الاطلاق ما تتناقله بعض وسائل الاعلام بصورة عمياء أو لأغراض خبيثة، كما تفعل قناة العبرية (العربية) على الدوام، نقلا عن القوات الأمنية العراقية من أن هذه العمليات قام بها انتحاريون لأجل إلصاقها بمجموعات دينية محددة لغرض تأجيج العداء الطائفي في الشارع العراقي ولإبعاد التهمة عن إيران الشر.. والسبب بسيط.. فمن استطاع أن يخترق كافة مفارز التفتيش والجدران الكونكريتية العالية قريبا من الأماكن الحساسة ليس مضطرا لتفجير نفسه على الاطلاق.. فكل ما عليه أن يفعله هو أن يغادر سيارته أو شاحنته بهدوء بعد أن تصل الى هدفها المتفق عليه مع الجهات الأمنية ثم يفجرها عن بعد.. أليس كذلك؟
وجدير بالذكر أن هذه هي المرة الرابعة في غضون 9 شهور التي تخترق فيها سيارات مفخخة بما لايقل عن نصف طن من المتفجرات حواجز تفتيش دقيق وجدران كونكريتية عالية ومسارات متعرجة وصولا لأهداف حيوية وإيقاع تدمير واسع.. فكيف ياترى تستطيع ميليشيا تطاردها الولايات المتحدة الأمريكية وكافة دول الجوار العراقي والقوى الأمنية العراقية خلال الست سنوات الماضية أن تتجول بمفخخاتها بهذه السهولة البالغة؟؟ أم أن (المكصوصي) يريد منا أن نصبح أغبياء مثله لنصدق مثل هذه الادعاءات؟؟
وقديما قالوا: لتعرف من الفاعل.. أنظر من المستفيد..!