جولة الصحافة\العدد الثالث والثمانون - جمادى الأولى 1431 هـ
السجن .. أن تكون سلفيا في سوريا؟؟
الثلاثاء 13 أبريل 2010

أحمد موفق زيدان  -المصريون 3/4/2010

 

بعد اختفاء استمر لستة أشهر من جامعة دمشق خرجت سجينة سورية لتؤكد وجود الطالبة السورية المختفية منذ ذلك التاريخ وحتى الآن آيات عصام أحمد في سجون النظام السوري، وزميلتها هذه التي كانت معها في السجن أكدت أن المختفية أصيبت أكثر من مرة بانهيار عصبي .. بالطبع لم يعلن النظام السوري عن اختفائها ولم يرد طوال تلك الأيام والليالي والأشهر على أسئلة أهلها الذي كان قلبهم يغلي يدرك ذلك كل من لديه أخوات وبنات، أما القضاء السوري ففي إجازة حقيقية منذ استيلاء البعث على السلطة عام 1963 وفرض حالة الطوارئ وحكم سوريا بالقوانين الاستثنائية الذي صمت عليها القضاء السوري كما صمت على جريمة اختفاء طل الملوحي وآيات وقبلهما قادة إعلان دمشق وعشرات الآلاف من المختفين وأمثالهم من المنفيين وذلك منذ عقود في سجون النظام السوري وخارج البلاد ..

الآن نسمع تسريبات من خلال منظمة حقوقية سورية أن جريمة آيات كانت اعتناقها للفكر السلفي مع التأكيد على أنها لا علاقة حزبية لها بأي التنظيمات الإسلامية، وكلنا يعرف تماما ويقينا استحالة عمل تنظيمات إسلامية في سوريا، السؤال الأعجب المطروح الآن، هل الانتماء إلى فكر أصبح جريمة ؟؟ ، وهل الفكر السلفي هدام إلى هذا الحد حتى تتم محاربته لمجرد شخص يعتنقه، بينما تسعة وثلاثون حوزة شيعية إيرانية تسرح وتمرح في سوريا وبدعم النظام ومخابراته ..

المشكلة الأساسية أن الخط السلفي في سوريا هو الوحيد الذي وقف ويقف فكريا ضد التبشير الشيعي الذي تقوم وتضطلع به إيران وبدعم استخباراتي سوري، بينما ظهر التيار السني أصبح مكشوفا في سوريا وجريا على وضع العراق فكل من تغضب عليه إيران أو الحكومة العراقية الموالية للأميركيين مُتهم بالسلفية والوهابية أو القاعدة أو البعث وبالتالي لن يسلم أحد من أهل السنة من التوصيفات الثلاث ، وسوريا الآن على خطى العراق من حيث نعت الآخرين بالوهابية والسلفية جريا على النازية ونحوها من أجل إبعاد السوريين عن الخط الإسلامي بحجة محاربة السلفية أو الوهابية وما إلى ذلك من أوصاف يعنون بها كل من يمانع الانتشار الشيعي الإيراني ..

وقفت إيران مع الحوثيين في اليمن وهم الذين حملوا السلاح على الحكومة اليمنية والسعودية، ومع هذا وقفت إيران تطالب بحل سلمي ... أما السنة في سوريا ممن أتهموا بالولاء للخط السلفي فلا بواكي لهم ..ماذا لو وقف علماء أهل السنة في المملكة العربية السعودية وفي الخليج وفي مصر ضد هذه التصرفات التي تطال طلبة من أمثال الملوحي وآيات وغيرهما، وربما بعد أشهر سيتبين أن ثمة عشرات من أمثال آيات وطل في سجون النظام السوري .. أم أن ذلك تدخل في الشأن السوري الداخلي .. بينما حديث طهران ليس تدخلا في الشأنين اليمني والسعودي ...

الكل يعرف معرفة اليقين أن ما يجري لآيات وطل وغيرهما إنما هو أجندة إيرانية ومطالب إيرانية صرفة وبحته لا علاقة لها بمصالح سوريا ولا بالأمن الوطني وإنما هو لإرسال رسائل تخويفية لكل من يقف في وجه مدهم، بينما للأسف علماء أهل السنة في سوريا يصمتون على حالة التشيع في سوريا وعلى حالة الاعتداء اليومي على حرائر سوريا من حيث الاعتقال والاستجواب والمضايقات منها ما نعرفه والكثير مما نجهله .. 

 

 

 
 
 
 
الاسم:  
عنوان التعليق: 
نص التعليق: 
أدخل الرموز التالية: