جولة الصحافة\العدد الثالث والثمانون - جمادى الأولى 1431 هـ
المقداد عند فضل الله?.. ?ومشيمع ? ?في? ?لندن?.. ?وفيروز? "?خادم?" ?لإيران!
الثلاثاء 13 أبريل 2010

فيصل الشيخ – الوطن البحرينية 30/3/2010

 

أؤمن بأن الحديث عن الولاء للوطن لا يفترض أن يأخذ وقتاً طويلاً جداً حتى يستوعبه الناس، إذ يفترض أن يكون الولاء مترسخاً لدى الشخص منذ صغره، ينعكس على تكوينه حين يصبح شاباً، ويحدد نوعية تصرفاته وأفعاله حين يكبر، والأهم أن الولاء أفعال وليست مجرد أقوال. في البحرين نفسر الولاء بأنه حب هذه الأرض، وعدم القبول بالتفريط بترابها، ومناصرة ولاة الأمر قادة البلد في كل ما فيه خير البلاد والعباد، وتقديم المشورة لأصحاب القرار وانتقاد الأخطاء بأسلوب حضاري راقٍ لا يفسد للود أي قضية فالهدف الإصلاح وليس إشعال فتيل مواجهة أو افتعال حروب أهدافها بعيدة جداً عما تستدعيه المسؤولية الوطنية. في هذا البلد لدينا فئة تدافع عن أمن الوطن وتؤازر قادته باعتبار أنهم قدموا الكثير وطوروا الكثير، وللأسف من يقف في الجهة المقابلة لهذه الفئة يصفها بأنها ""خائنة، عميلة، عبدة دنانير، حكومية"" إلى غيرها من صفات التخوين، في الوقت الذي ترفض فيه هذه الفئة أن يتم انتقادها في مواقفها والتشكيك حتى في مصداقية ولائها للوطن. المواقف هي التي تكشف صدق النوايا، ولدينا الكثير من الشواهد التي يندى لها الجبين، والتي تقود الناس للتساؤل عن مدى مصداقية ما تدعو له فئات بعضها يصف نفسه بالمعارضة، وبعض آخر يعتبر نفسه خط ممانعة، وآخر يرى منحه مناصب رفيعة في الدولة ويقترح تداول السلطة ويستهدف منصب رئيس الوزراء ليكون من ضمن مكاسبه. للأسف يتحدثون عن الولاء للوطن، والولاء تائه وضائع تماماً بالنسبة لهم، والدلائل واضحة تماماً ويكفي ما حصل في هذه الأيام فقط لإثبات ذلك. فيما يمضي الحراك السياسي ليتمازج مع الاستعدادات للانتخابات يفاجأ الشارع بدعوة للتهدئة يطلقها المقداد أحد المتهمين في قضية المخطط الإرهابي، هذا الموقف جعل البعض يشيد بسرعة بموقف الرجل الذي يشكل مع عبدالوهاب حسين قيادة تيار الوفاء الإسلامي غير المرخص والذي سعى فيما سعى لتسقيط مرجعية الشيخ عيسى قاسم نكاية بالوفاق، في حين أن بعضاً آخر استغرب الموقف خاصة وأن الرجل من دعاة التغيير عبر تجييش الشارع وهو من مستهدفي رموز البلد علانية، وفي موقع ""اليوتيوب"" شواهد على ما نقول. تتكشف الحقيقة بعد أيام حين نجد أخباراً رسمية صادرة من مكتب العلامة السيد فضل لله تشير للمقابلات التي أجراها سماحته والوفود التي التقاها، فنجد من بين الزائرين المقداد ممثلاً عن تيار الوفاء وحسن مشيمع ممثلاً عن حركة حق غير المرخصة، ويبين الخبر بأن الحديث تطرق للأوضاع في البحرين. طبعاً قد تكون الزيارة سبقت دعوة المقداد للتهدئة، وهنا قد نستشف رائحة اللجوء للخارج مجدداً لا باعتبار المرجعية الدينية بل باعتبار المرجعية السياسية، ولعل ما دار في اللقاء بشأن أخذ رأي السيد فضل الله في المشاركة الانتخابية، وقد يجوز القول بأن فضل الله هو من أشار على التيار بالدعوة للتهدئة. للتذكير هي ليست المحاولة الأولى لتيار الوفاء والمقداد وعبدالوهاب حسين للتحصل على المرجعية السياسية في الخارج، فسبق أن طرقوا باب المرشد الأعلى في إيران مستهدفين مرجعية الشيخ عيسى قاسم، وبعدها زاروا السيد السيستاني الذي لم يشأ التدخل في الشأن البحريني. فقط أتساءل أين الولاء في هذا السعي للحصول على المرجعية السياسية (لا الدينية) من الخارج؟! أيام بعد الحادثة ليقوم مشيمع كالعادة بالسفر لبريطانيا ليستقبله ""الأحرار الأجانب مزدوجو الجنسية"" هناك، سعيد الشهابي ومن تبعه، وطبعاً ""جمعة الخير"" هذه لابد وأن تسفر عن ""مخططات وطنية"" تستهدف خير البحرين بالتأكيد! بيد أن الطامة الكبرى ما صدر عن النائب جلال فيروز، والذي يأتي في سياق ""تجليات"" بعض نواب الوفاق حين يكونون في مهام خارجية ليمثلوا البحرين، فيقومون بالكشف للعالم عن حقيقة ولائهم وعن مدى حبهم الحقيقي للبحرين، فتزيد فضائحنا فضيحة جديدة، وما أكبرها من فضيحة حين يؤكد نائب برلماني يفترض أنه يفتخر بكونه ""بحرينياً"" أنه ""خادم"" لدولة أخرى! تقولها لممثل دولة أجنبية ""خادمكم جلال فيروز""؟! والله حتى قادة بلادنا لن يطلبوا منك مصافحتهم وتقبيلهم بحرارة والقول لهم سواء لجلالة الملك أو رئيس الوزراء أو ولي العهد بأنك ""خادمهم"".  يا أخي ""اخدم"" هذه الأرض وأهلها الذين انتخبوك، وافتخر بجنسيتها وأثبت ولاءك لتراب البحرين. لكن صدقوني نقولها بأسف إن الحديث في هذا الشأن ومع مثل هذه النوعية من الناس ضائع تماماً، هم يستخدمون مصطلحات الولاء والانتماء استخداماً إعلامياً لا غير، يستهدفون عبرها اللعب على جراحات الناس، بينما الولاء بعيد جداً عن أرض هذا البلد. طلب صغير نوجهه لهؤلاء ومن شابههم من مدعي النضال، بلادنا يكفيها ما فيها، فرجاء ولوا وجوهكم شطر البلاد التي يتجه لها انتماؤكم الحقيقي، أو بصريح العبارة، تجاه البلاد التي تفتخرون بأنكم ""خدم"" لها.

 

 
 
 
 
الاسم:  
عنوان التعليق: 
نص التعليق: 
أدخل الرموز التالية: