حسن صبرا – الشراع عدد 1435 - 3/ 2010
خلية ازمة شكلها حزب الله في بيروت لإدارة معركة اسقاط مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، وفرض مفتٍ جديد للجمهورية اللبنانية، يعينه حزب الله ويؤيده السياسيون السنة الدائرون في الفلك السوري – الايراني في لبنان.
خلية الازمة تضم رئيس المكتب السياسي لحزب الله محمود قماطي ونائب حزب الله السابق عن بيروت امين شري والمسؤول الامني ابو حوراء.
حزب الله يحدد شروطاً للمفتي الجديد وهو ان يكون توافقياً (اي خاضعاً لسيطرة الحزب ويتلقى تعليماته منه، وان يكون من خارج بيروت، اي من مناطق ذات اغلبية شيعية (بعلبك – الهرمل، او الجنوب)، وان يتعهد بالسعي للقبول بالمداورة في منصب المفتي بين رجل دين شيعي يعينه حزب الله، وبين رجل دين سني يعينه ايضاً حزب الله، بالاتفاق مع السياسيين السنة الدائرين في فلك دمشق – طهران والذين يتلقون تعليماتهم من هذا المحور.
نواب سابقون سنة، وشخصيات مختلفة اجتماعية ودينية وضعت في اجواء قرار حزب الله في هذه الخلية، وبدأوا التنسيق معها واطلاق التصريحات التي تخدم مخطط حزب الله، ومن بين هؤلاء عدنان عرقجي، عبدالرحيم مراد، كمال شاتيلا، عمر غندور، عبدالناصر جبري، ماهر حمود، زهير جعيد وبلال شعبان.
هؤلاء وغيرهم تبلغوا القرار السوري ايضاً بهذا الخصوص، حيث نقله الى لبنان وزير الاوقاف السوري السابق د.محمد الخطيب الذي نقل الى السياسيين والمشايخ وبعض الاشخاص الذين التقاهم قرار القيادة السورية الذي ابلغه اياه رئيس جهاز الاستخبارات السورية اللواء علي المملوك، وفيه ان المفتي قباني لم يعد ممكناً ابقاؤه لحظة في منصبه.
الخطيب ابلغ الجميع ان دمشق تحثهم على التحرك السريع لإزاحة الشيخ قباني من منصب الافتاء، في استغلال لا يتوقف للحملة التي فتحت ضده بسبب نجله راغب، وفي استغلال مفضوح وضاغط للقاءات التي عقدها رؤساء الوزراء (الحالي والسابقون) لبحث ما يسمى بأزمة في دار الفتوى، والتي صدر على اثرها قرار بتشكيل لجنة تعد تقريراً عما اثير من تجاوزات في مالية الدار لجهة تنفيذ عقد بناء سكني في احد المناطق.
الخطيب وجه دعوات لرؤساء جمعيات دينية التقاها في لبنان خلال ثلاثة ايام زار خلالها بيروت، للقاء ضباط امنيين وعدد من القادة السوريين، ومفتي سوريا الشيخ احمد حسون ليعرضوا عليه وضع دار الفتوى وليطالبوا بتدخل ((ديني)) سوري لحل ما يسمى بهذه الازمة المفتعلة.
اعتصام امام دار الفتوى
حزب الله، وبالاتفاق مع دمشق وعبر هذه الجمعيات، وبعض المشايخ والاشخاص المشار اليهم سيعمد الى اطلاق حركة اعتصام ينظمها بين 10 و20 شيخاً يساندهم بعض الصبية والمحجبات امام دار الفتوى للمطالبة بإقالة المفتي قباني ورد الكيل له لأنه رفض اعتصام حزب الله امام السرايا الذي هدد باقتحامها واعتقال رئيس وزرائها يومها فؤاد السنيورة الذي كان محاصراً داخلها.
هدف الاعتصام تدفيع المفتي قباني ثمن صلاته داخل السرايا تضامناً مع الرئيس السنيورة ووزرائه.. اثناء حصار حزب الله لرئاسة الحكومة خاصة وان المفتي قباني قال يومها: " ان احتلال السرايا من قبل حزب الله هو خط احمر لا نسمح بتجاوزه".
مصطفى حمدان
في هذا الوقت تلقى دار الفتوى فاكساً من الضابط السابق مصطفى حمدان يعلن فيه انه سيصلي قريباً في دار الفتوى في إشارة الى صلاة المفتي قباني في السرايا الحكومي عام 2007.
وكان حمدان علّق على موقف الرئيس سليم الحص ضد المفتي قباني مثمناً موقفه ومقدراً " صرخة القهر الصادرة عن الرجل الذي كان دائماً في موقع نقاء الفكر وطهارة الكف، وعفة النفس والذي اثبت قولاً وفعلاً في الحكم وخارجه، انه دائماً صرخة حق على الفاسدين والمفسدين"، وأعلن حمدان "إن طائفتنا الكريمة المجاهدة يحميها بياض عمامة الشهداء، عمامة حسن خالد وصبحي الصالح الاتقياء الانقياء، وليس الطربوش الذي يخفي رغبات الراغبين الجامحة، هذا الطربوش الناهب لخيرات الطائفة واموال الفقراء اليتامى والمكرمات المخفية والظاهرة، هذا الطربوش اللاهثة انفاسه منذ زمن بعيد المتزحلقة على اعتاب المتسلطين كل في زمانه، طربوش توزيع الولاء في الداخل والخارج، هذا الطربوش الذي لعق دماء رشيد كرامي عن ايدي سمير جعجع"، مشيراً الى ان "اهلنا يحميهم تاريخهم من الفتن، تاريخ تقي الدين الصلح وصائب سلام ورشيد كرامي ورفيق الحريري والكثير الكثير من الرجال الرجال التي ما نضبت منها بطون النساء في وطننا"، وشدد على ان الحص "كان وسيبقى حاضناً وداعماً للدار المناضلة، دار الشيوخ الكرام المجاهدين من زمن الازمان حتى اليوم، دار المسلمين كل المسلمين، دار الفتوى المدافعة عن الحق يوم يقل المدافعون عنه، دار الشيوخ الاجلاء الذي نحترم ونتمنى عليهم قول كلمة حق في وجه هذا القائم المقيم حفاظاً على سمو ورفعة عمائم المفتين وعلى دارنا"، داعياً اياهم "لتحطيم اوثان فسادهم واخراجهم الى الناس مؤذنين داعين الى الصلاة في البقعة الطاهرة في دار الفتوى في عائشة بكار".
وأعلن ضم صوته الى النائب نهاد المشنوق " في ندائه الى رئيس الحكومة سعد الحريري للعمل على عودة الامور الى نصابها الصحيح القويم".
مصادر مطلعة على التحرك المضاد لدار الفتوى كشفت لـ((الشراع)) ان حزب الله رصد المبالغ الكافية لتصعيد تحركه ضد المفتي قباني، وان لائحة دفع Pay Roll)) وضعها الحزب للصرف على عشرات المشايخ والجمعيات ومعظمها من المرتزقة، ومن الممولين من ايران للتحرك وفق برنامج حزب الله السياسي، الامني - المذهبي.
وان مشايخ معروفين بولائهم لإيران ابدوا موافقتهم على تنصيب شيخ شيعي على دار الفتوى مداورة مع شيخ سني لمدة خمس سنوات لكل منهما، دون ان يكون لأي شيخ سني رئاسة المجلس الاسلامي الشيعي مثلاً.
مرشحو حزب الله لدار الفتوى
يتعمد حزب الله تجاهل طرح اسماء مرشحيه لشغل منصب دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، ليدغدغ عواطف عدد من المشايخ السنة المؤلفة قلوبهم، وحتى يبقى الجميع الى جانبه خلال الفترة الحالية، لأن طرح اي اسم الآن سيجعل الطامحين السائرين معه ينقلبون عليه وعلى مشروعه.
الا ان حزب الله المتكتم على مرشحه لدار الفتوى يحدد بالاسم رفضه لترشيح الشيخ القاضي عبداللطيف دريان لمنصب المفتي لأنه في نظره مفتي قريطم وليس الجمهورية اللبنانية، ويقول ان دريان شيخ سني بيروتي وعلى السنة ان يختاروا من خارج العاصمة، حتى لا يبقى منصب المفتي حكراً على سنة بيروت.. علماً بأن الشيخ دريان لا يطرح نفسه ويرفض استخدام اسمه لايقاع فتنة بين المسلمين او فتنة بينه وبين المفتي الشيخ محمد رشيد قباني وبينهما مودة واحترام وهو ملتزم الوحدة الاسلامية، روحاً ومضموناً.