ايرانيون في الجيش الاسرائيلي ايرانيون في الجيش الاسرائيلي
|
|
|
|
صباح الموسوي – المصريون 8/2/2014
عنوان قد يرى فيه ضحايا الشعارات الايرانية البراقة التي تظهر العداء للكيان الاسرائيلي امرا يثير الاستغراب ولا يمكنهم تقبل مجرد التفكير فيه. غير ان الواقع لا ينتظر من هؤلاء المخدوعين اذنا بالموافقة او الرفض فهم ليسوا سوى ضحايا اكلت عقولهم مكانة الاعلام الايراني وجعلت منهم ابواق تردد ما ينفخ فيها من شعارات جوفاء. ان النظام الايراني قد استطاع خلال ثلاثة عقود ونيف من الزمن من استثمار الشعارات المعادية للكيان الاسرائيلي عبر توظيف شرائح واسعة خارج ايران ‘شيعية وسنية ‘عربية واعجمية‘ اسلامية وقومية ‘علمانية و ليبرالية لصالح مشروعه السياسي وذلك بأقل الاثمان حيث كانت وسيلته الوحيدة لخداع هذه الفئات والشرائح هو مجرد شعار (الموت لإسرائيل) وقليل من المال الذي اغلبه يأتي من تجارة المخدرات وفوائد غسيل الاموال المجهولة المصدر التي تنقل من والى افغانستان وباكستان بواسطة شبكات المافيا الدولية التي تستخدم ايران محطة ترانزيت له بموافقة اقطاب في النظام وبهذه الاموال يتم تمويل بعض ما يعرف بحركات التحرر والجماعات المسماة بالمقاومة ‘والأحزاب والمؤتمرات القومية والاسلامية في لبنان وفلسطين والأقطار العربية والإسلامية الاخرى. وفي المقابل تقوم هذه الجماعات والمؤتمرات بترويج الشعارات الايرانية المعادية (للكيان الاسرائيلي) في الساحات العربية والاسلامية رغم علم هذه الجماعات بأنها مجرد شعارات جوفاء لا صحة لها . لقد اعتاد النظام الايراني خلال العشرون عاما الماضية و مع كل رئيس جديد على تغير خطاب سياسته الخارجية وفقا للظروف السياسية الاقليمية والدولي. ففي عهد رئاسة رفسنجاني (1989-1997) مارس سياسة البراغماتية بأبشع صورها النفاقية حيث عمل على استثمار حرب الخليج الثانية و ترك الحديث عن خطر الوجود الامريكي في المنطقة التي طالما عارضه بشدة . وفي عهد رئاسة خاتمي ((1997-2005م تماها كليا مع مشروع ما يسمى بعملية السلام وأيد غزو افغانستان والعراق من قبل امريكا التي دأب على وصفها بالشيطان الاكبر. وعندما توقفت مفاوضات السلام ودخلت المنطقة في ازمة صراعات جديدة نتيجة تصاعد اعمال المقاومة الافغانية والعراقية اتجه النظام الايراني الى تغيير الخطاب الاصلاحي في سياسته الخارجية من اجل ركوب الموجة ولهذا جاء بالمحافظ المتطرف احمدي نجاد الذي ترك الحديث عن امريكا التي احتلت بلدين مسلمين (افغانستان والعراق) واخذ بتصعيد خطابه الهجومي ضد اسرائيل التي لم تشارك عمليا في احتلال أين من افغانستان والعراق ‘ وذلك للتغطية على مساندة ايران الفعلية لأمريكا في احتلال هذين الدولتين المسلمتين. ورغم كل ما كانت تروجه ماكينة الاعلام نظام جمهورية الولي الفقيه عن العداء الايراني لإسرائيل إلا ان هذا الخطاب كان بعيدا كل البعد عن الموقف الايراني من اسرائيل فعلى سبيل المثال جرت عدة مشاركات ايرانية في مؤتمرات وندوات اقليمية و دولية ‘ اقتصادية و سياسية ‘ حضرها الجانب الاسرائيلي وجرت لقاءات وجه لوجه بين مندوبي الطرفين وتم فيها التقاط الصور التذكارية .هذا ناهيك عن الصفقات التجارية التي جرت بينهما ومنها صفقت برتقال يافا وصفقات الاسلحة وغيرها. كما ان النظام الايراني لم يمنع الايرانيين اليهود من السفر الى الكيان الاسرائيلي ‘ بل بلغ الامر حد السماح لليهود الايرانيين بالتطوع في جيش هذا الكيان. فوفقا لمجلة "بمحانيه" الأسبوعية الصادرة عن الجيش الإسرائيلى،، أن أكثر من 50 يهوديا من أصل إيراني ينضمون سنويا للجيش الإسرائيلي، منهم من ينض إلى شعبة الاستخبارات الإسرائيلية. وأكدت المعطيات التى أوردتها ونقلتها وكالة أنباء "لأناضول"، أن "60% من الشبان المولودين في إيران والقادمين إلى إسرائيل يخدمون فى الجيش الإسرائيلي وبالمقابل فانه فقط 23% من الإناث يلتحقن بالخدمة فى الجيش الإسرائيلي وقالت المجلة " تعتبر هذه النسبة عالية إذا ما قورنت مع معدلات المجندين فى الخدمة العسكرية الإسرائيلية من الفئات الأخرى فى المجتمع". ورغم التكتم المفروض على اعداد اليهود الايرانيين الذين يصلون إلى الكيان إسرائيلي سنويا، أو عددهم حاليا فى إسرائيل ألا ان مجلة "بمحانيه " قالت ان عدد اليهود الايرانيين الذين وصلوا الى الكيان الاسرائيلي العام الماضى بلغ 110 اشخاص. علما ان هناك يهود ايرانيين اعتلوا مناصب في جيش الحرب الاسرائيلي وفي هرم السلطة السياسية للكيان منهم الرئيس الاسرائيلي السابق " موشيه كساف" المولود في مدينة يزد وزميل الدراسة في المرحلة الابتدائية لرئيس الايراني الاسبق محمد خاتمي . و منهم ايضا الرئيس السابق لهيئة أركان جيش الحرب الإسرائيلى ووزير الدفاع الأسبق "شاؤول موفاز" المولود فى مدينة أصفهان المركز الرئيس لليهود في ايران . وعلى الرغم من ان هؤلاء اليهود الايرانيين يخدمون في جيش يفترض انه معاديا لإيران من وجهة نظر نظام جمهورية ولاية الفقيه إلا ان هذا النظام لم يسقط الجنسية الايرانية عن اياً من اليهود الايرانيين المجندين في جيش الحرب الاسرائيلي. فما هو تفسير دعاة الممانعة و اتباع الولي الفقيه لهذا الموقف الايراني المخادع ؟.
|
|
|
|
|
|
|