العلاقات الإيرانية الإسرائيلية\ملفات خاصة
كيف تساعد اسرائيل ايران؟
الأحد 10 أكتوبر 2010

يوسي ميلمان (هآرتس)، تعريب: نبيل زلف -الوطن الكويتية 21/9/2010

تنهمك شركة هالدور توبو الدانماركية الدولية المعروفة بعلاقاتها التجارية والعملية الواسعة بطهران، ببناء مصفاتين كبيرتين لمادة الميثانول في حقل غاز فارس بإيران. وبذا اصبحت هذه الشركة تحت مراقبة الادارة الامريكية التي تعد الآن قائمة بالشركات الامريكية والدولية التي تطور الاقتصاد الايراني، ولا سيما قطاع النفط والغاز فيه الذي يشكل المصدر الرئيسي لعائدات طهران المالية.

ولا شك ان الشركة الدانماركية هذه ليست الوحيدة في هذا المجال، فهناك المئات من الشركات الاخرى التابعة لعشرات الدول تتعامل تجاريا مع ايران في قطاعات متنوعة، بيد ان هذا لا يقلل بالطبع من خطورة هذه المسألة. لذا من المثير للقلق بالتأكيد ان تقطع شركة الكهرباء الاسرائيلية شوطا بعيدا في منحها شركة هالدور توبو (جرى وصفها بأنها شركة من الباطن) عقدا بقيمة 500 مليون شيكل من اجل بناء مصافي هواء لوحدات الطاقة الكهربائية في عسقلان وهاديرا. ومن الملاحظ ان هناك شركة يابانية اخرى تشارك في المناقصة التي طرحتها شركة الكهرباء الاسرائيلية هي شركة هيتاشي.وهنا نتساءل: ماذا عن الاعتبارات السياسية والاخلاقية في هذه المسألة؟

من المعروف ان اسرائيل تطالب منذ سنوات البلدان الاخرى بالحاجة لتشديد العقوبات على ايران كي توقف برنامجها النووي. وقامت وزارة الخارجية الاسرائيلية بالتعاون مع المنظمات اليهودية الدولية بحملة واسعة رفعت خلالها العرائض وحشدت اعضاء البرلمانات والعاملين في وسائل الاعلام ضد الحكومات والشركات التي تتاجر مع ايران.

لكن يبدو ان الحكومة الاسرائيلية لا تطبق على نفسها ما تطلبه من الآخرين، وهذا امر ينطوي على الوقاحة والنفاق.

بل وقبل حوالي سنة اكتشفت هذه الصحيفة «هآرتس» وجود صفقة بقيمة 150 مليون شيكل بين سلطة المطارات الاسرائيلية وشركة سيمينز التي هي اكبر شريك تجاري لإيران في ألمانيا.

وبررت سلطة المطارات عندئذ قرارها بعقد الصفقة بالقول ان السعر الذي قدمته الشركة الألمانية كان جذابا مما جعلها تفوز بالمناقصة.

ثمة قانون في اسرائيل، على أي حال، يمنع بوضوح استثمار اكثر من 20 مليون دولار في الشركات التي تتاجر مع ايران، لكن من الواضح ان هذا القانون لا يجري تطبيقه.

والأسوأ من هذا هو عدم وجود سلطة مركزية تتعامل مع مثل هذه المسألة المهمة. بل وعلى الرغم من علم مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وعلم عوزي اراد مستشاره لشؤون الامن القومي بها، لم يتحرك الرجلان للقيام بأي شيء في هذا المجال على الرغم من انهما يسارعان عادة لتذكير كل انسان بالتهديد الذي تثيره ايران على وجود اسرائيل.

وكانت لجنة المناقصات في شركة الكهرباء الاسرائيلية قد قررت التوقيع على العقد مع شركة هالدور توبو بالقول ان لهذه الشركة فرعا يعمل في الولايات المتحدة. وهذا صحيح لكن هناك قانون يجري اعداده في الولايات المتحدة الآن سيمنع كل الشركات الامريكية والاجنبية من الاستثمار في قطاع الطاقة بإيران.

وبدورها، على اسرائيل اتخاذ موقف واضح، وألا تتساهل في هذه المسألة اذ يتعين ان تكون في مقدمة الحملة لا في مؤخرتها. فالشركات والمؤسسات التي تساعد اقتصاد ايران تعزز بذلك نظام محمود احمدي نجاد الذي يهدد بتدمير اسرائيل دائما.

 

 

 
 
 
 
الاسم:  
عنوان التعليق: 
نص التعليق: 
أدخل الرموز التالية: