الأربعاء 8 أبريل 2015 08:04:06 بتوقيت مكة 

فهد القرني   - لا يوجد عنوان 
رحمك الله يا شيخ الاسلام    
لنعلم جميعاً ان الدين لا يقوم إلا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ووالله لو ان شيخ الاسلام ما سمي بهذا الاسم إلا لانه اهلن له اوصيكم ان تتعرفوا على شيخ الاسلام اكثر واكثر .. اتانا الدين على طبق من ذهب ..  
 
 

  السبت 27 يوليو 2013 06:07:59 بتوقيت مكة 

[email protected]  - لا يوجد عنوان 
ويح عمار   
ويح عمار ! تقتله الفئة الباغية :- هذا الحديث النبوي الشريف يُعتبر أقوى دليل وأكبر دعم لموقف علي (ع) ضد معاوية . فقد لازم عمار بن ياسر علياً (ع) طول الوقت ، وقاتل معه في معركة الجمل ومعركة صفين ، وقُتل في الأخيرة .
وبما أن رسول الله (ص) قد أخبرنا بأن عماراً (رض) ستقتله الفئة الباغية ، فهو (عمار) مع الفرقة المُحِقّة (بالمنطق) . ورغم أن معاوية بدهائه حاول تلافي هذا الأمر ، فقال: إنما قتله مَنْ أخرجه . لكن جميع المسلمين اليوم (إلا ما ندر) يُجمعون على أن الحق كان مع علي (ع) في كل حروبه التي خاضها .
لكن الغريب في الأمر أن علياً (ع) وأتباعه لم يستشهدوا بهذا الحديث !! لا قبل مقتل عمار ، ولا بعده !!! رغم كون هذا الحديث ذي فائدة عظيمة لهم ! فمنذ أن بدأت المشاكل، لماذا لم يستشهد علي (ع) أو عمار (رض) أو غيرهما بهذا الحديث ؟! لماذا لم يقل أحدهم مثلاً : هذا عمار بن ياسر الذي قال عنه رسول الله (ص) أنه سيُقتَل على يد الفئة الباغية ، ها هو يخرج مع أمير المؤمنين (ع) وسيقاتل معه !! أظن أن النقاش حينها سيُحسم لصالح علي (ع) حتماً .
لكن هذا لم يحصل ! ولا أدري لماذا نسي علي (ع) وأتباعه وقتها هذا الحديث !! أم أنهم لم يسمعوا بهذا الحديث أصلاً ؟؟!! وعندما خرج علي (ع) بجيشه إلى البصرة ، أرسل عماراً إلى الكوفة يستحثهم على الخروج معه (ع) ، فإصطدم هناك بتيار أبي موسى الأشعري الذي قرر إعتزال الطرفين . فلماذا لم يقل عمار له : أنا سأخرج مع أمير المؤمنين ، وستعلمون غداً من هي الفرقة الباغية التي ستقتلني ، كما أخبرني الصادق المصدوق (ص) !! تخيّلوا حجم الإحراج الذي كان سيقع فيه أبو موسى الأشعري حينها .وهذا أيضاً لم يحصل! ولا أدري لماذا نسي علي (ع) وأتباعه وقتها هذا الحديث !! أم أنهم لم يسمعوا بهذا الحديث أصلاً ؟؟!!
وعندما وصل جيش علي (ع) إلى البصرة وبدأت المفاوضات بين الطرفين، لم يُذكَر هذا الحديث حينها! ولم يقل علي (ع) ولا عمار (رض) ولا غيرهما: أنظروا! هذا عمار بن ياسر معنا. فإياكم أن تقتلوه، فتحكموا على أنفسكم بأنكم الفئة الباغية . فكأن علياً (ع) وعماراً (رض) وباقي المسلمين كانوا في غيبوبة عن هذا الحديث المفيد جداً لدعم موقف علي (ع)، ثم إنتبهوا فجأة عندما قُتل عمار (ع) في صفين !! ومن الذي ذكر هذا الحديث حينها؟ ليس علي (ع) ولا عمار (ع) ولا واحد من جيش أمير المؤمنين! بل عبد الله بن عمرو بن العاص! الذي كان في الجهة الثانية ، جهة معاوية !!
ثم بعدها ، حصلت قصة التحكيم . ومختصرها أن معاوية رفع المصاحف وطلب تحكيم كتاب الله بين الطرفين ( بمصطلحات زماننا هذا: طلب وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات ) ، وقيل أن علياً (ع) رفض ذلك لأنه على وشك الإنتصار ، ولكن بعض جيشه أجبره على القبول بعرض معاوية .
هنا يستوقفنا أمران :- الأول : عدم قدرة علي (ع) على تطويع (أو ترويض) جيشه لكي يطيع أوامره بدون نقاش (عكس علاقة معاوية بجيشه المطيع دون قيدٍ أو شرط ) . وهذا يدخلنا في جدال قديم : أيهما أفضل لتولي السلطة، الأكثر فقهاً وزهداً أم الأكثر سياسة ودهاءأً ؟؟؟الأمر الثاني هو أن علياً (ع) لم يستفد من حادثة مقتل عمار !! فلم يقل للناس: ألا ترون أنهم الفئة الباغية التي قتلت عماراً ، فعلينا أن نقاتلهم حتى تفيء إلى أمر الله !!
لا أدري سبب إصرار علي (ع) على تجاهل هذا الحديث، وعدم الإستفادة منه لتدعيم موقفه سياسياً. فالتحكيم بين علي ومعاوية كان يمكن أن ينتهي في خمس دقائق لصالح (ع) لو ذُكر هذا الحديث. وبعدها، عندما إنشق جيشه، وظهر الخوارج، دخل معهم في مناظرات عديدة، ثم قاتلهم في معركة النهروان. ولم نسمع أن أحداً ذكر هذا الحديث لإثبات صحة موقف علي (ع) !ويستمر مسلسل تجاهل هذا الحديث بعد إستشهاده (ع) ! فلم يذكره الحسن (ع) ، ولا الحسين (ع) في كربلاء! ولقد بحثتُ عن هذا الحديث في كتب الشيعة، فلم أجد أحداً من أئمة أهل البيت (ع) يذكره! وهذا غريب!
وإذا كانوا (ع) في حالة تقية في زمن الأمويين ، فما عذرهم في زمن العباسيين الذين كانوا يكرهون الأمويين كرهاً شديداً ، ويرحبون بكل رواية تنتقص منهم ، خصوصاً من معاوية ؟ فلقد أصدر الخليفة المأمون العباسي بياناً: برئت الذمة ممن ذكر معاوية بخير، ومن ذكره بخير اُبيحَ دمهُ ومالهُ (أعيان الشيعة للأمين 2/ 16 ، موسوعة المصطفى للشاكري 12/ 287 ، وراجع/ تاريخ الطبري 7/ 187 ، الكامل لإبن الأثير 6/ 406 ، تاريخ الإسلام للذهبي 15/ 5 ) . واللطيف أن أول من روى هذا الحديث ونشره هما إثنان من علماء السنة ، عاشا في نفس الزمن تقريباً : البخاري وأحمد بن حنبل، اللذان عاشا في ظل الدولة العباسية ، بعد حوالي مئة سنة من قيامها . ولم يروه أهل البيت (ع) ولا أحد من شيعتهم في هذه المئة سنة. أما بعد أن روى البخارى وأحمد ذلك الحديث ، بدأ علماء المسلمين ينشرونه في كتبهم: مسلم، والترمذي،والنسائي، والحاكم النيسابوري، والبيهقي، وإبن حجر، وإبن حبان، والطبراني ، وغيرهم .. والملاحظ أن أكثرهم من علماء (السنة) وليس الشيعة !! ويبدو أن هذا (الإهمال الغريب للحديث) أحرج بعض علماء الشيعة ! فقال أحدهم: رُويَ عن جعفر الصادق (ع) أنه قال في حديث له أن عماراً تقتله الفئة الباغية ( الإحتجاج للطبرسي 1/ 267 ، درر الأخبار لخسرو شاهي ص 232 ). هكذا !! دون سند متصل إلى الصادق (ع) ، ولا أي دليل على أنه (ع) فعلاً قال ذلك . وهذه من فبركات البعض عند إحساسهم بالحرج ، أو دخولهم في ورطة تاريخية! والطبرسي صاحب كتاب الإحتجاج مشهور بذلك. والذي يحيرني أكثر هو كيف لرجل يملك سلاحاً (معنوياً) يُفيده، لكنه لا يستعمله ؟!! وخاصة أن هذا الرجل هو (قائد سياسي) واجه الكثير من الفتن والصراعات ؟؟!!