لنحافظ على جهودنا كي لا يسرقها العلمانيون أو الصهيونيون !
بفضل الله عز وجل قامت جهود عديدة مباركة في هذا الوقت ، للدفاع عن حوزة الدين من اعتداء المبطلين من الشيعة الروافض الصفويين، وذلك بعد أن طمعت قيادات ومرجعيات شيعية في السيطرة والانتشار في بلاد الإسلام، بسبب غفلة المسلمين وجهل كثير منهم بحقيقة نوايا كثير من قيادات الشيعة التي لا تحمل إلا الحقد والكره للمسلمين من أول صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آخر مسلم.
هذه الجهود المباركة في التصدي لهذه الأطماع والمخططات الشريرة، تنوعت بحسب القدرة والحال علماً و عملاً، فمنها الخطب والدروس، ومنها الكتب والمقالات و غير ذلك مما نسأل الله عز وجل أن يبارك ويثيب كل قائم عليه .
وهذا التصدي لهذه الهجمة الشيعية الصفوية مطلب شرعي صحيح، ولكن يجب الحذر من أن تكون نتيجة هذه الجهود المباركة خدمة مجانية لأعداء آخرين لنا، لكنهم في نفس الوقت يخالفون الشيعة ويخافونهم.
ومن مكر هؤلاء محاولة سرقة جهودنا مرة أخرى من جديد، ذلك أنهم سبق لهم سرقة العديد من جهود المخلصين، بدءا من ثورة الجزائر مروراً بتونس وأبو رقيبة وليس انتهاءً بأفغانستان .
وحتى نحافظ على هذه الجهود نحتاج لترشيد خطابنا وعدم الانسياق وراء العواطف والانفعالات أو الانخداع باستمرار الأجواء المساندة شعبياً ورسمياً .
فيجب أن لا يكون همّ خطابنا بيان كفر عقائد الشيعة، بل يجب أن نركز على بيان عقائد الشيعة على حقيقتها وأن هذه العقائد هي ما يعتقده قادة الشيعة المعاصرون، ونترك للجمهور الحكم عليهم، وهذا يتطلب مزيداً من الأبحاث والدراسات الجادة التي تقدم إضافة حقيقية وليس تكرارا لما سبق .
كما يجب أن يركز الخطاب على إقناع الجمهور بأهمية قيام المواقف المساندة لأي جهة على خلفياتها العقدية، وعدم الاقتصار على المواقف السياسية الدعائية كما حصل مع إيران وحزب الله، ذلك أننا قادمون على مرحلة جديدة ستشهد صعود العديد من الطوائف والفرق المنحرفة، فيجب أن يكون جهدنا قائما على الإقناع والتحصين الفكري لسائر الانحرافات الفكرية والعقدية، ولا نبدأ دوماً من البداية !
كما يجب أن يتسم خطابنا بالعدل والحق وتقديم الحلول للطائفية البغيضة، وبيان حقيقة الوسطية والعدل الذي كفله الإسلام لغير المسلمين أصلاً وللمنحرفين عن الإسلام، بشرط الالتزام بالقوانين المرعية وعدم إعانة الأعداء أو الإساءة للمسلمين.
ومراعاة الخلافات بين المجموعات الشيعية أمر مهم ، فليس من الحكمة والفطنة توحيد صف الشيعة على عدائنا وحربنا ، وليس من العقل في شيء تحويل كل الشيعة إلى غلاة ومتطرفين ، وذلك من خلال بعض المقالات أو الشعارات أو التصرفات التي تخالف الشرع القائم على العدل والإحسان ، فالشيعة فيهم من يرفض الغلو والاعتداء ، وفيهم من يعقل عاقبة الاعتداء والتطاول على جموع المسلمين ، وفيهم من خفف من غلوائه بسبب الجهود المباركة في نشر الوعي بحقيقة التشيع الصفوي ، فلذلك يجب أن نسعى لكسب القطاعات الشيعية غير الغالية للاعتدال أكثر ، بتشجيعها على أن تعلن اعتدالها وتستنكر تعدى غلاتهم ، والتواصل معهم حتى لا يكونوا عوناً في الاعتداء علينا .
وننبه هنا إلى أن عدم مراعاة كل ذلك سيكون مدخلا لأعدائنا من العلمانيين وخاصة العلمانيين الغلاة من اليساريين ، للمطالبة – وقد طالبوا – بإقصاء الإسلام والإسلاميين من الساحة السياسية، بدعوى أن الإسلاميين – سنة وشيعة – سيدخلون البلاد في حالة طائفية دموية، وهذا بدأ يصبح مطلباً لدى بعض أهل العراق، فيجب الحذر من أن يصبح جهادنا ضد العدوان الشيعي الصفوي سببا لتمكين العلمانية في بلادنا، بسبب عاطفة جامحة أو قصور نظر أو تهور أحمق!! وللوصول لمعالم ترشيد الخطاب يجب الرجوع لأهل العلم العارفين بحقائق الأمور ومن الذين لهم مشاركة حقيقية في هذا المجال .
و لا يغيب عنا أن إثارة الطائفية وتفتيت العالم الإسلامي مطلب صهيوني، ولكن هل نستسلم لهذا المشروع الصهيوني ؟
هل من العقل والحكمة أن نترك المشروع الشيعي الصفوي ينشر الطائفية والدمار في العراق، والبحرين ولبنان، ويتمدد في البلاد الأخرى، بحجة أن الصراع الطائفي مطلب صهيوني ؟؟
بالطبع ليس هذا من الحكمة ، ولذلك يجب أن يكون موقفنا واضحاً:
1- فضح المشروع الشيعي الصفوي وأنه المنفّذ للمشروع الصهيوني.
2- التصدي للمشروع الشيعي الصفوي، حسب ملامح الخطاب الرشيد الذي قدمناه.
3- عدم إغفال المشروع الصهيوني، الذي يريد صرف النظر عن جرائمه بخلق صراع داخلي بين المسلمين .
4-ليس لنا مصلحة بالمشاركة في أي حرب بين أمريكا وإيران ، ويجب أن نقف على الحياد بينهما ، مع الاستعداد لأي تصرف إيراني بإثارة شيعة الخليج ولبنان لتوسيع دائرة الصراع .
هذه رؤيتنا لما يجب أن تكون عليه جهود أهل السنة في مقاومة الغزو الشيعي الرافضي ، ونرحب بأي مشاركة لتعميق وترسيخ هذه المقاومة المباركة .