تأليف: الشيخ خالد الزهراني
خاص بالراصد
محمد بن عبدالوهاب وآل البيت عليهم السلام" أوضح فيه مدى تعظيم شيخ الإسلام لآل البيت، مما يقطع الطريق على الحاقدين ويفتح الطريق أمام الصادقين. وفي كتابه "دفع فرية عن أهل السنة" يبين عظم محبة أهل السنة لآل البيت، الحب الشرعي الواجب على كل مسلم، وبين فيه الحجم الكبير لرواية أهل السنة عن آل البيت بعكس ما يروج الموتورون.
ولأن رسالة التعايش والجوار السامية يجب أن تبنى على الصراحة والوضوح كتب الزهراني كتابه "موقف الشيعة من الأئمة الأربعة عند أهل السنة"، وكتابه "الغلو في التكفير بين أهل السنة والجماعة وغلاة الشيعة الإثني عشرية"، لوضع النقاط على الحروف في بيان تعدي وتطاول غلاة الشيعة على الأئمة الأربعة للمذاهب الفقهية المعتمدة لدى السنة، وغلوهم في التكفير لمخالفيهم من سائر الفرق، مما يعيق عملية التعايش والجوار التي يسعى لها المخلصون والعقلاء، وأن الواجب على فضلاء الشيعة كف هذا العدوان ومنع هذا الغلو ليصفو الجو ويمكن مواصلة مسيرة التعايش، التي حفظت لكل الفرق والطوائف من المسلمين وغيرهم بقاءهم ووجودهم في ظل دولة الإسلام السنية، رغم قوتها وقدرتها على البطش بمخالفيها، ورغم توفر كثير من المبررات والدوافع لإبادتهم والقضاء عليهم من الخيانة والغدر بالدولة الإسلامية، أو على مبدأ المعاملة بالمثل لردع دول هذه الطوائف والملل عن التعدي على المسلمين السنة في دولهم كما حدث للمسلمين في الأندلس على يد الصليبيين، أو ما تعرض له أهل السنة على يد الصفويين في إيران.
وبعد هذه التمهيدات لمواصلة مسيرة التعايش السليمة، أخرج لنا الشيخ خالد الزهراني كتابه الجديد "قال الإمام علي عليه السلام"، ليكون وثيقة تفاهم واجتماع بين الشيعة والسنة، فالطرفان مقران ومعترفان بإمامة علي رضي الله عنه، فلنجعل من كلام الإمام علي نقطة التقاء وانطلاق في القضايا المختلف عليها في أصول الدين.
وهذا ما قام به الزهراني حيث استخلص من كلام الإمام علي ثمانين موضعا من نهج البلاغة في مواضع الخلاف بين السنة والشيعة، وقدمها للمسلمين كافة لنقبل بما قاله الإمام علي ونحتوي الخلاف ونطوي صفحة الشقاق، دون كثير جدال وخصام.
لنجعل مرجعيتنا أقوال الإمام علي المستمدة من أنوار الوحي فتجتمع الكلمة ويلتم الشمل على طريق واحد ونهج مستقيم.
وقد تناولت مقولات الإمام علي التي انتقاها بعناية وذكاء الشيخ خالد الزهراني المواضيعَ التالية:
التوحيد، الإمامة والعصمة، اتباع الكتاب والسنة وذم من ادّعوا اتباعه رضي الله عنه، صحة خلافة الخلفاء الراشدين الثلاثة وفضل إخوانه بقية الصحابة.
وهذا الكتاب لا يستغني عنه كل مريد بصدق للوحدة الإسلامية وساع للتعايش وحسن الجوار، لأنه دعوة للاجتماع على مرجعية معتبرة عند الطرفين.